خيط سنارة | كابتن ابراهيم التركي
01 أبريل 2018
1
201564

قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً وعندما كنت على مقاعد الدراسة الابتدائية، وكأي طالب يتم تكليفه في مادة التعبير، أن يكتب عن موضوع يهمه، وكم هو صعب أن تعبر عن عالم مجهول، عالم يعتبره الوالدان خطوة مستحيلة الحدوث ، فدائماً كانت المواضيع تجول حول أسبوع الشجرة وأسبوع المرور ورحلة العائلة لخارج المملكة خلال الإجازة، فلم يكن هناك مجهول يمكن أن يعبر الطالب عنه غير البحر، لأننا لا نعلم عن البحر إلا أسماكه وأنه غدار،وكم تربت في عقولنا الباطنة أن البحر كالغول، والوصول إليه هو بداية النهاية كما يذكر آباؤنا، هم لا يذكرونه إلا فيما يرونه، فلان غرق، فلان فقد، فلان وفلان وفلان، وتذكروا فقط أن البحر هو جند من جنود الله، قال تعالى: «وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ».
وتناسوا أن البحر حياة وأن الله ذكر بأن فيه الرزق الوفير والركب، والسبيل للتنقل قال تعالى: «وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».
فتضاربت الأفكار لدي في صغري، واحتارت نفسي فيما أكتب، ولكن قررت في طفولتي أن أبدأ رحلتي في استكشافه، لأكتب أولاً، وأكتشف لاحقًا، فكانت البداية، عبارة عن خيط صيد رفيع جداً ملفوف حول عبوة مياه صحية، وقطعة عجين بالية، اصطدت بها أصغر سمكة تراها عيني وتلامسها أناملي ذلك الحين، ومن هنا علمت أن البحر أسرار، وأنا من سيجوب في هذا المجهول، لأتفوق على زملائي في مادة التعبير، وأقص عليهم قصة تلك السمكة التي أتذكر ملامحها حتى هذه اللحظة وإلى مالا نهاية، وسيكون عمودي هذا لأحكي كل مرة عن سر من الأسرار الإلهية لمخلوقاته تحت البحر.

بقلم : كابتن  ابراهيم التركي

 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com