دعونا نتراحم .. دعونا نسعد ونفرح …
01 سبتمبر 2021
1
63063

 

مصطفى يحيى عيسى

مدرب ومحاضر دولي معتمد

جرت عادت الكثيرين من الناس على خلط الأوراق والتلاعب بالمفاهيم حتى صار ذلك سبباً في حياتهم وتعكير صفوها.

ومن بين هذه المفاهيم المغلوطة ” النصيحة والترابط” وأعني بذلك أن يعطي أحدنا الحق لنفسه  في فرض نمط معين من العلاقات يسير بالاتجاه الذي يرغب فيه فقط متجاهلاً بذلك خصوصيات الطرف الأخر ومشاعره والتي لربما تضرر كثيراً إذا قُبلت بصورته التي يعتقده أنها الحالة المثالية ونزلت على رغبته في قبول مالا تريد.

نحن بحاجة أعزائي القراء لأن ندرك أنه بوسعنا أن نتعامل فيما بيننا برفق وتراحم فربما أرى فيك جانباً مضيئاً وموقفاً نبيلاً أحبه فيك وأحب شخصيتك فيه في هذاالجانب وعلى الرغم من ذلك بوسعي أن أرى فيك جوانب أخرى مظلمة لا يمكنني أنأ تقبلها ، بل ويسعني أن أتقبلك أنت دون الحاجة لأن تفرض علي قبول من حولك ومن تحب فأنا لست مضطراً لقبول علاقة وتقارب ربما يؤذيني ويعمق من آلام قلبي.

وينبغي أيضاً ألا يعقد أي من بني البشر الحب والكره في قلبه لشخص ما بناء على موقف  صدر منه أو توقف عن علاقة لم ترق له فالله أعلم بسرائر عباده وما دفعهم لذلك الفعل أو ذاك الموقف ، النبي صلى الله علية وسلم دعانا لأن نلتمس الأعذار فقال ” إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذراً واحداً إلى سبعين عذراً ، فإن أصبته وإلا قل لعلله عذراً لا أعرفه ”

أي عظمة هذه وأي تفهم لطباع البشر وأي علاقات رائعة يؤسس لها هذا الأصل من التسامح  ، ودعانا لأن نتراحم وننهي خلافاتنا وجعل الأفضلية لمن يبدأ بإنهاء القطيعة والخلاف  ومن يجد لوصل الود طريقاً فقال ” لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ،يلتقيان فيعرض هذا ، ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام” والنصيحة عامة في هذاالحديث للرجال والنساء وعموم البشر.

أعزائي القراء يسعنا أن نتفهم طبائعنا البشرية وخصوصيات أنفسنا وروعة قلوبناورقتها فلا نرهقها ،بل نتيح لها المجال لتحيا وتسعد وتأنس بالقرب ممن يجاورها سلوكاً وخلقاً  وإحساساً.

أحبتي امنحوا قلوبكم الفرصة لتصفوا ، امنحوها الفرصة لتسعد وتفرح ….


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com