أنت حتمًا لا تملك القدرة على إختيار إسمك أو نسبك أو لونك أو مظهرك أو وضعك الإجتماعي كلها أشياء تولد معك دون قرار مُسبق فوق مشيئتك ودون جهد منك حتى وإن كنت تسعى لأن تجعل منها مصدر اعتزاز لك أو تعتقد بأنك ثري بإمكانيات تؤهلك لاحتقار الآخرين والسخرية ممن تظن بأنهم أقل مكانة منك!
في حقيقة الأمر كل تلك الأشياء لا تُشكل قيمتك ولا تصنع منك شيئًا أما هويتك العقلية المستقلة، نضوج فكرك في إحتواء الإنسان لإنسانيته بعيدًا عن كل التُرهات التي يجعل منها الجهلاء مقياسًا سماحة تعاملك، إنجازاتك الفعلية وحدها هي التي تحدد قيمتك في مجتمعك وتصنع منك كيانًا جديرًا بالتقدير .
لذلك افخر بما تصنعه أنت دون الإتكال على موروثاتك المُسلّم بها مشكلة العصر أن الكثير منا يستنبط من الدين ما يحلو له وما يوافق رغباته، وماعدا ذلك يتجاهله ويهمش أهميته، بالرغم من مستوى الثقافة الذي وصلنا إليه ، مازلت أؤمن بأننا وإن وصلنا لأرقى مستويات الحضارة ستظل تلك الأفكار الرجعية متأصلة في دماء الكثير منا مهما كتبنا ومهما طال احتجاجنا ..
تلك العقول ستبقى تختال بجهلها ربما إلى حين تُدفن في ذاك الثرى الذي يتشابه في لونه وملمسه وظلامه وضيقه ولا يميزه سوى صلاح الأجساد القابعة تحته.
بقلم: نجلاء حسن
This site is protected by wp-copyrightpro.com