د . السويلم : المنشآت الصغيرة والمتوسطة شرياناً حيوياً للاقتصاد الوطني
27 سبتمبر 2016
0
87120

هيئة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة …أولى خطوات دعمها

الرياض- د. وفاء ابو هادي

جاء الإعلان عن إنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتعيين الدكتور غسان السليمان محافظاً لها في توقيت غاية في الأهمية لأن هذه المنشآت تمثل عصباً رئيسياً وشريانا حيويا للاقتصاد الوطني ودعمها أصبح مطلباً اقتصادياً .

ولا شك أن هذه الخطوة أحدث تفاعلاً كبيراً من قبل الاقتصاديين والمختصين تجاه الاهتمام بهذا القطاع الحيوي في الاقتصاد الوطني ويبين إدراك بعض الجهات ذات العلاقة  لما تواجهه المنشآت الصغيرة والمتوسطة من تحديات وجب تكاتف جميع الجهات الرسمية وشبه الرسمية والغرف التجارية ومجلس الغرف السعودية لإزالة هذه التحديات والعقبات من أمام تقدم هذه المنشآت ونموها ومساهمتها في دعم الاقتصاد الوطني  كما يبين بأن ما كرره الاقتصاديون في مناسبات كثيرة عن ضرورة دعم وتشجيع المنشآت الصغيرة والمتوسطة كان إدراكاً منهم بأهميتها وتوجهاً صحيحاً لدورها الكبير في دعم الاقتصاد الوطني.

إن المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي عصب الاقتصاد في كثير من دول العالم وذلك لأنها تمثل حوالي 90% من منشآتها الاقتصادية وتوظف من 50% – 60% من القوى العاملة في العالم وتمويل هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة هو مفتاح التنمية الاقتصادية والإجتماعية ولكن تعتبر مشكلة تمويل هذه المنشآت هاجساً يؤرق المتخصصين حيث أن المملكة لديها حوالي 850 ألف سجل تجاري أكثر من 90% منها تعتبر منشآت صغيرة ومتوسطة تعمل بشكل فردي وعائلي وحوالي 25  ألف شركة وهناك حوالي 2.600.000 دكان صغير ومن الضروري أن تتوافر وتتنوع الوسائل الداعمة لهذه المنشآت لأنها هي مفتاح التنمية.

والراصد لبعض التجارب الاقتصادية الناجحة يجد أنها اهتمت بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، فمثلا التجربة الهندية وكيف قفزت الهند من دولة عادية الى دولة عظمى ضمن دول العشرين وكيف قضت على البطالة نتيجة لأن لديهم هيئة متخصصة في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكيفية تهيئة الموارد البشرية للنجاح في الحياة التطبيقية وأنهم خلال اكثر من عشرين سنة دربوا 400 مليون شخص وتم تأهيلهم لسوق العمل، ومن أهم الاليات التي انتهجتها الهند لتحقيق هذا الرقم أنهم اهتموا بعدة نقاط : النقطة الاولى : تعليمهم اللغة الانجليزية ، النقطة الثانية: تعليمهم الحاسب الالي والتقنيات المختلفة ، والنقطة الثالثة : تعليمهم ثقافة العمل أوالانكباب على العمل فالتركيز على العمل والاصرار عليه بعد مدة طويلة سينجح الانسان .ولا شك أن هذا ساعد للمنشىآت الصغيرة والمتوسطة على النجاح.

إن المشاريع الصغيرة يجب أن تعامل معاملة خاصة لأنها تواجه إشكاليات وصعوبات  متعددة كالتمويل مثلاً تحول دون تطورها في ظل عدم قدرة أصحابها على توفير التمويل اللازم لاستمرارية نشاطها، وعدم قدرتهم أيضاً  توفير الصمانات التي  تشترطها البنوك التجارية لتقديم التمويل لها، فالبنوك التجارية تسهم عادةً في تمويل المشاريع الكبيرة، وتفضل التعامل معها وتقديم القروض لها بسبب انخفاض درجة المخاطرة لدى هذه المشروعات من ناحية، ولسهولة تعامل البنوك معها من ناحية ثانية، ولقدرتها على توفير الضمانات المطلوبة من ناحية ثالثة، أو لوجود أهداف واهتمامات مشتركة.

إن الحديث عن المنشآت الصغيرة والمتوسطة هو كلام مكرر ولا يوجد حلول جذرية على أرض الواقع … ومع ذلك فإن هناك العديد من الخطوات التي تسهم في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة  مثل :  ضرورة التناغم بين كافة الجهات الرسمية وتضافر جهودها وتكاملها لدعم هذه المنشىآت ، ووضع حلول جذرية لمشاكل تمويل المنشآىت الصغيرة والمتوسطة وتقليل قيمة الضمانات التي ترهق كاهل هذه المنشآت وكذلك  الاستفادة من التجارب الدولية كالتجربة التركية والكورية والسنغافورية والماليزية والهندية … وغيرها. 

من المهم تنشيط وتفعيل دور هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة باعتبارها هي المنوط بها دعم هذه المنشآت والعمل على مساندة من الجهات الرسمية والتي نأمل أن تتضافر وتتناغم جهود الجهات المختلفة لدعم هذه المنشآت إذ أن احدى معايير تقييم اقتصاديات الدول الكبري هو مدى جاهزية وقوة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة  وبالتالي فإن نمو المنشآت الصغيرة المتوسطة مطلب من المطالب الاقتصادية وهي إحدى مظاهر القوة الاقتصادية … والتي تتطلب دعمها وتشجيعها بما يؤدي إلى  نموها وتطورها .


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com