إهداء إلى كل رجل حب فى سن الخمسين …
أعلمت أنك بعدَ طولِ غيابِ
من أن طيفك ساكن أهدابِى
غنيت للحسن الجميل قصائدي
وجعلت وجهكِ فى الهوى محرابى
وتركت قلبى من غرامك يصطلى
ليزيد من صد الحبيبِ عذابى
واخترت صدك للحساب تعمدا
ليطول فى يوم الحساب حسابى
كم صخرة في الهجر قد حطمتها
بروائعى وملاحمى وحرابى
وسألت…عن حبى أشارت ها هنا
فى ألقلبِ بيت الحب والأحباب
فدنوت منها وارتميت بحضنها
فأعز بيت فى الدنا هلا بى
أخذت من دفء الحبيب محطما
صمتى الرهيب وهى تسأل مابى
إن زرت ذا الخمسين لا تتعجبى
إن رحت أزعم أننى متصاب
رغما عن الخمسين قلبى لم يزل
مخضوضر الأغصان والأعشاب
أنا إن ذكرت هواكِ يا محبوبتى
عادت إلى طفولتى وشبابى
ورويت شعرى من حنانك فانثنى
مترنحا من نشوة الأطياب
قولى لصدك يا حبيبتى ما لهُ
غرس الهموم بساحة الأهداب
فإذا بكيتُ فما البكاء محرماً
أغلى الدموع تراق للأحباب
وإذا نثرت الحب فوقَ رياضه
فالغيث غيثى والتراب ترابى
فتشت عنها في الحقول فلم أجد
إلا بقايا نكهة الأطياب
فتشت عنها في عروقى لم أجدْ
إلا إنتشاءا غاص فى أعصابى
فتشت عنها في الحسان فلم أجدْ
بين الحسان كحسنها الخلاب
فتشت عنها في صبايا فلم أجدْ
إلا الحنين أخطه بكتاب
فتشت عنها في كتابى لم أجدْ
إلا معانى كان فيها جوابى
وخيالها أمسى يلوح ويختفي
بين النجوم وعبر كل شهاب
أشعلتُ من وهج القريض حرائقا
بقصائدى ورسائلى وخطابى
أنا من لبست العمر معكوس المدى
وأضعت في باب الزمان صوابى
ورنت بعينيها علىٰ شيخوختى
ولمحت في العينين صبح شبابى
د. خالد محمد سالم
This site is protected by wp-copyrightpro.com