ساعة النبل الخبيث | وديع الغامدي
30 نوفمبر 2017
0
154044

زخات مطرٍ فرّقت ولم تجمّع وصيحات استخفافٍ استهجنت ولم تعالج ، هذا حالنا ما بين أقداراً بعض اوقاتها ، تكدر صفو فاسد وما بين واقع وقف ضائع وحائر .

لا أتحدث عن أمطارٍ وسيولٍ فقط ، ولا عن كوارث طبيعية فقط ، بل أتحدث عن ديدن حياةٍ انتهجه البعض ليسطر اسمه ويخلّـده ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من …

ما تكشفه الأمطار وفيضاناتها وسيولها كفيلٌ لإعادة التوازن في كثير من الأمور لنصحِّح من واقع كل راعٍ فكلنا مسؤول.

نحاسب ولا نريد ان نخضع للحساب ، ونطالب الناس ولا نطالب أنفسنا. قصةُ المكيالين هي الإختصار وهي الباب والجواب .

قد تختلف المواضيع بمعطياتها وأسبابها أو حتى مكانها وزمانها ، ولكنني أقول مهما كبرت أو صغرت فهي نوع من أنواع الفساد.

السماء لم تمطر فاسدين ولكن الأرض علّمتهم للأسف ، فبعض الأطفال تشرب الفساد منذ نعومة أظفارهم ولم يفطموا ذلك السمّ الذي اعتادوا عليه فأصبحوا مدمنين فيطلبون هل من مزيد.

فصناعةُ الفساد تمر بعدة مراحل ولكن أدناها فترة المقاومة ضد الطبيعة ، فحين يطرق الجار الدار يطلب الأب أو الأم من ابنه أن يكذب على الجار فبكل براءة الطبيعة يرد الإبن ( أبي يقول ما هو موجود ) أو ( أمي تقول راحت السوق ) من بعدها يبدأ الوالدين بتوبيخ الإبن الغبي بنظرهم فهو فضحهم فحينها يتعلم الإبن الدرس العظيم كيف يكذب باقتدار و أن يبرع في استخدام المخارج والحروف و أن يكابر رغم الخطأ، كل ذلك لكي لا يواجه الوالدين الناس من حولهم فيتشرب الإبن من والديه النبل الخبيث وهو أن يكون في منظر الطفل النبيل الذي داخله فاسد وخبيث لأننا نجامل وننظر لنظرة الناس لنا كَأَنَّ  نظراتهم جنة و نار فنحرص على تقبلنا في عيون الاخرين والمحصّلة للأسف وخيمة ، فنحن نورّث الفساد في الأرض ، هل علمنا كيف نورث الفساد ؟

لن أقسوا على الفاسدين فيوماً ما ستبلعهم الارض ويصبحوا نَـسْـياً منسيا . و أعلم أن الأرض لن ترحب بهم ولكنني أتمنى ألَّا نرى براعم للفاسدين يقتاتون على أحلامنا و فُـتاتِـنا فغداً أجمل دائما.

اقتراح بأن نتعاون لنجتث الفساد من جذوره وأتمنى أن يفرض نظام على كل أم و أب رزقهم الله بمولود بأن يندمجوا ببرنامج يساعدهم لكي يستطيعوا التعامل مع هذا الكائن الجديد فكل فعل يتعلّـمه الطفل له ردة فعل على المجتمع ، فجيل الأمس إن لم يواكب الحضارة والثقافة ويوسّع الإطلاع ويتعلم بعض الأساليب التربوية ؛ سيُربّيَ شخصاً مشوهاً فكرياً ، غريباً على المنظومة التي نحن منها حتى لو رُزقوا بطفل ثانٍ أو ثالث .

يجب عليهم أن يعودوا ليندمجوا بالبرامج من جديد. فتربية الطفل الأول تختلف في زمانها و أحداثها عن بقية إخوته . فوتيرة التطور السريعة أجبرتنا أن نواكب هذا التطوّر من حولنا  .

تصنف السعودية حاليا الأولى عالميا بمعدل نمو مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي وبمعدل أربع ساعات نقضيها على الإنترنت … ماذا إستفاد الفرد والمجتمع من أربع ساعات يومياً على الإنترنت ؟

خلاصة القول أن وقتنا الذي نقضية مع أبنائنا بدون إهتمام حقيقي نتائجه كارثية ، فقليل من الإلتفات لجيلٍ نحبهم اليوم ولكنّهم في وقت ما لن يحبوننا لأنهم لم يصبحوا يعرفوننا مع الوقت ..!

فكل فاسدٍ كبير يوماً ما كان فاسداً صغيراً ، خاف من الفشل فسرق قشةً ستقسم ظهره كالبعير.

وديع الغامدي 

twitter : wadeeaghamdi


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com