كم من لحظة أحسسنا فيها بلذة الحب؟ وتوقعنا أن تلك السعادة المطلقة ستدوم أبداً؟ ولكن اكتشفنا مع مرور الوقت أنها انتهت..
كم من وقت أثقلت كاهلنا مشاكل لا حلول لها؟ واعتقدنا أننا سنظل في قيدها إلى الأبد؟ إلى أن جاء يوم وانقضت..
كم من ليل توعَكنا فيه وأجهدنا المرض وأضعف مقاومتنا؟ ولم نعد نعتقد بأننا نستطيع أن نعاود نشاطنا؟ فإذا بالغمة تنجلي..
كم من لحظة تجلَت فيها أرواحنا ووصلنا إلى مرحلة الصفاء؟ حتى أصبحنا نعتقد فيها بأننا شفافين؟ ثم ارتطمنا بالواقع..
كم من يوم أضنانا العمل المستمر وأنهك قوانا؟ فنسينا كم لبثنا؟ وماذا أفنينا؟ وإذا بالسنين في لمح البصر قد مضت..
كل شيء سيمضي، كل لحظة، كل فرحة، وكل دمعة.
لا شيء يدوم!
ما كان قد كان وإسمه الماضي، لا نستطيع استعادته أو تغييره..
وما سيأتي قد يكون أو لا يكون، فلا يستحق منا عناء القلق والتفكير..
اللحظة التي بين أيدينا هي كل ما نملك!
فلنضحك ملء أفواهنا..
ولنحب بكل جوارحنا..
ونعمل بضمير..
ونساعد من حولنا..
ولنقلق قليلاً..
وننتشي بروعة الكون..
ونشكر الإله على عطاياه جزيل الشكر..
الآن!
وليس غداً!
اللحظة التي بأيدينا هي ما تسمى (الحياة).
د.ندا الزايدي
استشارية الطب النفسي
This site is protected by wp-copyrightpro.com