حوار – د. وفاء ابوهادي
ذات شخصية متزنة ذكية تمتزج روحها السلسة مع حذر كبير لكل تصرفاتها ، تقابل الجميع بإبتسامة ودودة
وتخطو نحو القلوب بتعامل راقي .
أم وترى نظرة الأمومة في بناء مستقبل الغد لتشرق أمنياتها بين جنبات حلم الأمومة ، وامرأة عاملة خاضت الصعاب لتصل الى أن تكون اخصائية مختبرات طبية – قسم أمراض الأنسجة بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام .
خاضت تجربة الكتابة بعد أن جسدت واقعاً في روايتها التي شاركت بها معرض الكتاب بجدة ، والذي كان أول انتاجها الأدبي ، وكان لتواجدها في معرض الكتاب عائد كبير لصقل تجربتها .
ضيفتنا في أروقة صحيفة شبكة الاعلام السعودي
هي من تحدثنا عن شخصيتها ، ومن ستثري قراء الصحيفة بعقلية مختلفة انها الأستاذة : سلطانة العبيد ، والتي كان لنا شرف اللقاء بها ، وبادرناها بالسؤال :
سلطانة العبيد حدثينا عنها ؟
أُم قبل كل شيء وأخصائية مختبرات طبيه – قسم أمراض الأنسجة بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، مواليد 1991 متطلعة للتجديد دائما ربما تطلعاتي المتنوعة هي من وضعتني بدرب الكتابة ولا أدري أين ستأخذني لاحقا ..
كأول اصدار لك كيف برزت فكرة الرواية؟
فكرة الرواية مستمده من مجموعة أحداث حقيقية رأيتها حولي لأشخاص تعاملت معهم بشكل شخصي ، شعرت بهم وعشت تجارب مختلفة من خلال قصصهم حتى شعرت أن تلك التجارب يجب أن تصل للقارئ بطريقة ما ، وقد تكون حكي النور هي المفتاح الأول لسرد العديد من التجارب لاحقا .
فكرة التحرش هل تجدي انها واضحة في مجتمعاتنا المحافظة؟
هي فكرة واقعية جدا يتعرض لها شريحة لا يستهان بها من الأفراد إلا ان طرحها ونقاشها غير مستحب للعامة أو من خلال جميع وسائل الإعلام المقروء والمشاهد ، حيث أن الناس تتهرب من نقاش هذه المواضيع وتفضل التستر عليها من منطلق ( الشرف والستر ) إلا ان ذلك يعطي قوة أكبر للمتحرش وثقة بأنه سيفلت من عواقب فعلته بكل سهولة لأن لا أحد يجرؤ على رفع صوته شاهدا بما يحدث وهذا ما أردت توضيحه من خلال روايتي .
(حكي نور ) الى ماذا يرمز العنوان ؟
نور ، اسم الفتاة التي تدور أحداث الرواية حولها .. أردت أن اضفي لها جانبا من الإيجابية ، الانبثاق ربما !
كيف تحاول أن تشرق بنفسها من بين كل ما يحدث معها ، وهو أخف وطأة من السطوع المطلق ، بدا لي أقرب من تفاصيل الشخصية .
والحكي ، يرمز إلى خواطر نور .. النصوص التي استخدمتها كفواصل بين أجزاء الرواية لتشرح ما يدور في خاطرها في كل لحظة كما أن نور كانت المتحدث الأساسي في الرواية .. وكأنها تسرد نفسها .
هل كانت لديك مخاوف من ان تخوضي تجربة التأليف وخاصة كأول تجربة في هذا الموضوع ؟
بالطبع ، أنا كقارئة قبل أن أكتب .. أقيم كل كتاب أقرأه من أسلوب وسرد وفكرة ونص وما إلى ذلك وها أنا ذا أضع نفسي على منصة النقد لكل من يضع يديه على كتابي ، ولا بأس من النقد مادام بنّاء ومفيد أستطيع استخدامه لتطوير نفسي وصقل موهبتي .
كما أن مسؤولية النشر لوحدها لم تكن سهلة ، فأنت تريد أن تنشر عملا يشهد لك به ولو بعد أعوام .. لا أن يكون شاهدا عليك !
فقبل كل شيء يجب أن تراعي أن ما تكتبه قد يقرأه الصغير قبل الكبير والمسن والمراهق لذا مراعاة اختلاف الاعمار والعرف العام يعد أمر مهم من وجهة نظري في كل مجالات الأدب والإعلام .
من شجعك على الكتابة؟
مصدر دعمي الأول في كل تجاربي وحياتي المهنيّة سواء في المجال الصحيّ أو في الكتابة الآن هو والدي . فكل أفكاري واهتماماتي محط اهتمام بالنسبة له ، سيكرّس كل ما يملك لتحقيقها تماما كما قد أفعل أنا أو أكثر . أما بداية التجربة فعلياً كانت من خلال منصة التواصل الاجتماعي تويتر ، كنت انشر العديد من الخواطر والمقالات القصيرة التي تعبر عن مشاعري او تجاربي الشخصية حينها حتى لاقت استحسانا من المتابعين ولاقت الكثير من التشجيع ، وخصوصا من عراب التطوع والشباب الأستاذ نجيب الزامل حيث كانت ردة فعله تلقائية جدا .. أرسل لي حينها ( يا ابنتي أنتِ تملكين ملكة الكتابة ، تستطردين بسهولة ولك أسلوب سرد مميز ، أنت كاتبه بالفطرة فاعملي على صقل تلك الموهبة بالممارسة ) واستمر تشجيعه وتعليقه بعد كل مقال انشره كان يتصل ويقيم ويصحح أي أخطاء قد ارتكبها مما ساعدني كثيرا على انتقاء مفرداتي الخاصة وتحديد مسار خاص بي . وما إن بدأت العمل على روايتي حتى شاركتها معه ومع الكاتبة الكويتية الأستاذة حبيبة الخراز ، وبالفعل اعجبت بها واستمرت بمراجعة النص معي ومشاركتي رأيها حتى انهيت العمل بشكل تام وقالت الخراز : بأنها تتلقى الكثير من النصوص من متابعيها ومن بينهم كان نصي هو المختلف المتمكن بفعل .
تخصصك المهني علمي بحت ألا يتعارض مع ميولك الادبي ؟
لا بل على العكس وإنما كانت سببا لصقل اهتمامي ، فأثناء ممارسة المهنة .. كل القوانين ثابته وواضحة مهما اختلفت مشاعرك ورغباتك أنت لا تملك تغيير النتيجة أو المساحة اللازمة للتعبير عن رأيك وكان ذلك ما أهدتني إياه الكتابة ، ساحة منفردة خاصة بي أعبر فيها أغير وأقننّ ، أنا من يملك خط المرونة وأنا من يرفعه .
حدثينا عن الخطط المستقبلية لنظرتك الادبية في المؤلفات القادمة ؟
الكاتب الناجح هو من يعطي القارئ فارق في مستوى مؤلفاته ما بين الأول والأخير ، أما الثبات على نفس المستوى بالنسبة لي ركود ..وكأنك لم تطوّر من نفسك أو لم تبحر في قدراتك .. لذا في المؤلفات التالية سأكون أكثر حرصا على أن يلمس القارئ الاختلاف الإيجابي في نصّي وسردي .. سأتطرق لمواضيع مختلفة أخرى فمازال في جعبتي الكثير من الحكايا لأسردها لكم ، وللتنويه وحسب أنا لا أعتمد على الخيال المطلق في سرد الحكايا كي لا تفقد مشاعر النص مصداقيتها .
كتجربة اولى في التأليف ومعرض الكتاب ماهي رؤيتك وكيف كانت التجربة ؟
مازلت أضع خطواتي الأولى في هذا المجال ، ولكن حتى الآن الحمدلله على ما أعطى كان من أكثر إنجازاتي المرضية لعام 2019 أنا جدا فخورة بهذا العمل . إنهاء الكتاب وطباعته بحد ذاته نجاح بالنسبة لي ، أما الانتشار فيأتي بالتدريج ..وذلك يشمل معرض الكتاب أيضا ففي كل عام أحضر المعارض كقارئه من وراء مناضد دور النشر وها أنا اليوم أقف بينهم ككاتبة أترقب نظرة القارئ عندما يمسك بكتابي من بين مجموعة الكتب المعروضة وكلي رضا .
مدونة (سلطانيات) هل ستتحول الى كتاب يوم ما ام ستتركين لها مساحة البوح دون قيود بكتاب او ما شابهه؟
عندما وردت لي فكرة تأليف كتاب لأول مرة بالأصل كانت ( سلطانيات ) هي الأساس، إلا أنني قررت تأجيل ذلك حاليا . فالمدونة لها عدد ممتاز من المتابعين والقراء لا أريد حرقها بالنشر الآن ، فأنا أشعر أنه مازال بإمكاني كتابة المزيد من النصوص والنثر .. لنقل أن سلطانيات لم تكتمل بعد !
ابرز الكتاب الذين تأثرتي بهم؟
منذر القبّاني ، محمد الرطيّان ، محمد حسن علوان ، نجيب الزامل
ما رأيك بالزخم الثقافي الخاص بالنساء ؟
طرح النساء في شتى مجالات الثقافة والأدب أمر إيجابي في السنوات الماضية لإعطائهم فرصة التعبير عن الرأي والمساحة الكافية لسرد الجانب الآخر من القصة التي لطالما كان الرجل هو المتحدث الوحيد والرسمي بها ، إلا أن هذا الازدياد من ناحية أخرى رفع حدة المنافسة حتى أصبحت بعض الأعمال تطغى الأخرى فلا تعطى جميع النصوص حقها بل الأسوأ أن كم من المضمون الضعيف انتشر ونجح أكثر من المضمون الهادف القوي .
هل ستكون من كتبك القادمة نصوص نثرية أم انها ليست فكرة واردة ؟
كما فعلت مع حكي النور ، النصوص النثرية ستكون من ضمن الرواية أو الكتاب بشكل عام لا أعتقد بأني سأعتمد مسار نشر النصوص في المستقبل ماعدا مشروع ( سلطانيّات ) .
من الكتاب والمؤلفين الذين لفتوا انتباه قريحتك الادبية خلال تواجدك بمعرض الكتاب بجدة ؟
تنوعت الدور المشاركة في المعرض والكتب المعروضة حقيقة وقع اختياري على الكثير من المشاركات لا أحبذ تحديد الأسماء .
هل تجدي ان الكاتب خاصة ممن هم في بدايات انتاجهم الادبي يأخذون حقهم في الانتشار ؟
اعتقد ان الامر يعتمد على الخطة التسويقية بشكل بحت ، فكثير من الكتاب الجدد يلاقون انتشار قوي وممتاز وذلك لنجاح التسويق وإن ضعف المنشور والعكس صحيح .. فالمقياس ليس بالبداية أو الأقدمية فكم من الكتاب الذين نشرت لهم أكثر من عملين أو ثلاثة وما زال انتشارهم ضعيف لسبب سوء التسويق.
هل من الممكن ان تخدم السوشال ميديا اكثر من تواجده واقعياً كمعارض كتاب او ندوات ثقافية ؟
طبعا ، فالمعارض تستقطب فئات عمرية محددة وأشخاص ذوي اهتمامات أدبيه أما وسائل التواصل الاجتماعي فتسهل لك الوصول لشريحة أكبر باختلاف الأعمار والأجناس والاهتمامات .
كلمة شكر وعرفان لمن تقوليها؟
شكرا جزيلا ..لكل تجربة مررت بها فجعلتي على ما أنا عليه الآن .
شكرا جزيلا .. لخط دفاعي الأول ، والدي .
شكرا جزيلا .. لمن بقي معي
شكرا جزيلا .. لمن فضّل الرحيل عند أول عقبة .
This site is protected by wp-copyrightpro.com