الزوجان الأبديان بسام العريان وشادية الزغير
ككل الغرباء الذين تصبح مساحات حياتهم شبيهة بالموانئ والمطارات الخالية من المحبين تصبح حياتي بدونك ياشادية.
بهذه الكلمات العميقة والباعثة على الشعور بالفقد والحنين افتتح الزميل بسام العريان رسالته الاعتذارية لرفيقة دربه وصديقته وصاحبته وزوجته، طليقته الزميلة الإعلامية القديرة شادية الزغير، لها ولكافة أفراد عائلتها عائلة الزغير الكرام في الاردن والخارج.
حروف خطها العريان بحبر من نور لا تخلو من الابداع والادب الجم كما هو معروف عن هذا الزميل القدير، والذي كبر في عيوننا جميعا حينما فكر بصوت عالٍ وعلى الملأ يحاور روحه قبل أن يحاور الآخرين، غير مرتجٍ إلا الرفق بطليقته، فما كان اعتذاره لها إلا دلالة واضحة على حجم حبه الكبير وعشقه الأزلي الذي ما اهتز يوماً لها، صامداً أمام العواصف والرياح، خاذلاً كل متربص وشامت بهما، مثبتاً معها على أن الحياة الزوجية يمكن ان تسير على وتيرة واحدة مصاعدة نحو الحياة الهانئة الرضية المستقرة.
اعتذار بسام لشادية ما كان إلا درساً كبيراً لكل الازواج المُصرين على التفكير بديمومة الحياة الزوجية والمؤمنين باستمراريتها.
اعتذار قال فيه العريان في رسالته التي تفطر القلوب وتوقظ الحجارة والصخر : ‘أنا لا أحتاج لأن أكون ابن القبيلة التي لا تقبل بي، يكفي أن تكوني أنت قبيلتي، أنت التي جعلت مني رجلاً مكتمل القلب، ومنك كان لاطفالي النسب الجميل، ومنك صنعت لأوجاعي أعظم تغيير، فنبذت كل قبيلة لأنك أنت يا شادية قبيلتي ووطني ومنتهى أحلامي.
فأنا لا أريد قبيلتي التي هجرتني وماهجرتها، غادرتنيي وتركتيني وحيدا أعاني ما أعاني وأتوجع ما أتوجع، وأغلقتي من خلفلك كل أبواب قلبك ورغم ذلك كنت أنتظر أن توجعنيي أكثر تصوري أنني أرتضي منك الوجع، أرتضيي منك اللاشيء، فقط لأنك…أنت قبيلتي…
ولانك يا شادية قبيلتي سطرت كل معالم التغيير ولم يتغير حبك، وسقيتِ الأوراق التي ذبلت بدموع عيوني لكي اعلم واقدر ان اوراق شجرة الحب المثمره التي زرعناها قبل 18 عام عادت واثمرت ظلالاً وارفة فوق بيتنا الصغير، تظللني انا وأطفالنا الذين يستجدون قلبك ان تعودي سالمة لوالدهم الذي ما تورع عن حبك وعشقك يا ذات القلب المزهر بالياسمين العمانية.
شكرا يا شبيهة نفسك، شكراً لك لأني أعرف أن لا امراة تشبهك في فضاءات المدن القريبة والبعيدة، ولن أكلف نفسي البحث عن بديل، أفيبدل المرء جلده وروحه يا هاجرتي ومغادرتي وحيداً، مغلقة خلفلك كل أبواب قلبك.
شكراً يا محترفة الوجع الجميل يا أنت، يا قبيلة القبائل، يا مدينة المدن، فاسقي ما ذبل مني جراء بعدك بضعة أيام هزتني وعصفت بأركان حياتي.
شاديتي يا شادية أنت، يا موجعتي التي أرتضي منها حتى اللاشيء، فقط لأن ثمانية عشر عاماً من الحب والصداقة دفعتني لأن لا أرتضي لنفسي إلاك، فاسمحي لي أن أُحرف أبيات شعر قالها أحدهم يوماً لأقول فوق قوله:
سلام على الحب يوم يولد
ويوم يعيش
ويوم يثبت أصحابه.
بقلم الاعلامي – بسام العريان
This site is protected by wp-copyrightpro.com