هل النكتة تنحصر في إضحاك الناس ورسم الابتسامة على الشفاه أم أنها صناعة يتم إنتاجها وترويجها؟
هذا التساؤل يقودنا إلى تساؤل آخر “ما الغرض من ترويج النكت التي تستهدف فئة ما أو مجتمع بأكمله؟”
النكتة أدب ساخر ومن أشهره التعريض، وقد تكون السخرية بالألفاظ أو التصوير (الكاريكاتوري) أو السخرية بالمحاكاة مثل تقليد السلوك الحركي أو تبادل الرسائل النصية أو الصوتية، بيد أن لها تأثيرها الاجتماعي البالغ، خاصة إذا ما ارتبطت بالأوضاع الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، وقد يكون تأثيرها أكبر وفداحتها أعظم إذا ما تناولت شخصيات معينة أو استهدفت بعض الرموز القيادية أو الدينية، وفي منظور الشرع الإسلامي فإن وزرها يكون أثقل وذنبها أعظم إذا ما استخدمت في السخرية من الثوابت الشرعية أو النيل من العوائل أو القبائل أو المجتمعات.
ومن المؤسف أن ينجرف البعض وراء النكت التي تُظهر متعاطي المخدرات بأنهم الفئة الأكثر سعادة وأكثر مرحاً وذكاءً ودهاءً، وفي المقابل يروج للنكت النصية والتصويرية التي تنال من الشاب السعودي بأنه عالة على مجتمعه ووطنه في تهكم واضح وصريح للنيل من شباب المجتمع، وأنه يفتقر لروح المجاملة واللباقة الأسرية والحياة العاطفية،ولم يقتصر الحال على الشاب السعودي، بل كان للفتاة نصيبها من نكات السخرية، فهي صحراوية منغلقة، بشعة المظهر والمخبر، لا تحسن إدارة شؤون حياتها، صماء كالصخر، جوفاء كقعر البئر، فارغة عقلياً وعلمياً..
لذلك يجب علينا كمجتمع واع أن نتصدى لمثل تلك النكات الهزلية الهزيلة، والتي تهدف أن تنال من ثوابتنا ورموزنا ومجتمعنا..