عجلة الحياة | وديع الغامدي
29 سبتمبر 2017
2
156816
البعض وأكرر أنهم قلة وإن كثروا ، لا يتمنوا التغيير وإن كان في صالحهم ، لا يتمنوا التقدم وإن كان لهم ، لا يتمنوا الاكتمال وإن كانوا قمراً.
التغيير ثقافة متأصلة لدى البعض في قالبها السلبي ، حتى وإن كانت تنجيهم من النار والتخليد فيها ، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ )
هذا ما ذُكر في سورة المائدة آية ( ١٠٤ ) على موضوع الايمان بالله سبحانة وتعالى وهو واضح وصريح ولا يقبل التأويل والآراء ، مازالوا في قوقعتهم ولا يريدون التغيير حتى وان كان واضح وضوح الشمس ، وعذرهم “هذا ما وجدنا عليه آبائنا ” وكأنني أرى نفس النقطة تتكرر بإختلاف الموضوعات والمحتوى .
لا استغرب من تخوّف البعض من قيادة المرأة وبغض النظر عن هذا الموضوع تحديداً ، لأنني اتوقع ان التخوف سينتقل بعد فترة إلى موضوع آخر أو بالأصح إلى شمّاعة أخرى فهناك من يعشق تهويل الامور.
من جهةٍ أخرى .. يوجد جهات تعمل على أن يعيش المجتمع مرحلة خوف وعدم وضوح لتستمر في حربها الضروس على المجتمع السعودي ووحدته .. وتشكك في أننا نستطيع أن نتعايش بسلام وتهوى أن يصل الشخص لمرحلة الضرير الذي قد يُـقاد لحتفه دون أن يعلم ؛ ولكنني أقول أن أهل السعودية على دراية كاملة بما يناسبهم والتجارب السابقة على الجوال و( الدش ) و القنوات الفضائية تكشف بعض هذا التخوّف الذي يعيشه البعض.
إذا بسّطنا الأمر وقرّبنا التشبيه على مستوى محيط الأسرة .. ستجد أن بعض الأشخاص من مُحبـّي فرض الرأي دون المشورة ودون إعطاء الفرصة من عدمها فبعضهم يتشبث في بعض الآراء كأن يطلب عدم تحريك اللوحة من مكانها حتى وان بُـليت أو أصبحت تالفة أو عدم تركيب اضاءة جديدة لأنه لا يستطيع أن يتعامل مع كل جديد فهو يرفض التجديد ويتمنى أن يبقى كل شي على حاله لكي لا تتغير أحواله من الآمر الناهي في البيت إلى الـمُـلـبّي للأوامر فهو لا يجيد فرض السيطرة إلا بلغة واحدة أساسها عدم مواكبة العصر وأسعد لحظاته تجدها بين طيات كـنّـا وكانوا.
عجبي لمن يطالب بعدم الإختلاط في العمل والأسواق والأماكن العامة المكشوفة والتي يستطيع أن يحاسبه الجميع وعلى نظر الجميع بينما يسمح بأن تترك المرأة في غرفة ضيّـقة تكاد تكون زنزانة في حجمها لدرجة أنها تكاد تتلاصق بها الاجساد مع رجل غريب ، يقال أن اسم هذه الزنزانة (سيارة) ويوجد بها بعض الحوافز كجهاز للأغاني وقد يصبح اللقاء بها يومياً وقد يكون أسبوعيا وقد يكون لمسافات طويلة تجبر المرأة لأن تتنفس بصوت أعلى يخدش حيائها أو تضطر مجبره للرد على هاتف مهم يكشف خصوصيتها وبعض أسرارها.. كل ذلك بين يديّ رجل صالح يخاف الله ويعتبرها أخته. بالتأكيد سينتهي الموقف دون تعليق وقد تبقى بعض المواقف بالذاكرة .
ماذا لو كان هذا الرجل متحـيّز لأحد طرفين .. المرأة أو الشيطان ؟
قال صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
خلاصة التغيير بوجهة نظري تمر عبر ثلاث مراحل ديني، اجتماعي، ثقافي ( إذا غذى كل إنسان هذه الجوانب الثلاث ) ستخف حدة النظر للتغيير بشكل عام على جميع الأصعدة .
انظر لأي تغيير من هذه الجوانب الثلاث ستجد الإجابة الكافية الوافية بالانخراط في هذا التغيير من عدمه ، وقيادة المرأة حق لمن أراد لكونها قائدة على جميع الأصعدة ، ويكفي أنه لا كمال للرجل إلا بنصفه الآخر المرأة المسلمة المحافظة المستقلة بذاتها وليست عالة على أحد. البعض سينظر للموضوع على أنه سيفقد سيطرته على المرأة التي كفلها له مقود السيارة من سنين ولكن الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل ذكر ( وعاشروهن بالمعروف – سورة النساء آية ١٩)
إذا استشعر الجميع أن التي تقود السيارة قادة رجال لأعلى المناصب وساعدتهم ، وأنها جزء مهم لتطور المجتمع وتماسكه وأن الدنيا سلف ودين ، عندها ستقود المرأة دون ضجة وتهويل .
وعندما يستشعر الجميع أن هذه المرأة لها من يغار عليها ويهتم بها ولها رجال يفدونها بأرواحهم…
عندها سيقف الجميع ليكون الأب المرشد لهذه المرأة ويكون بغيرة الزوج على زوجته وبشهامة الأخ مع أخته ، فالسعودية مني وأنا منها حفظ الله مملكتنا وقيادتنا ورجالنا ونسائنا من كل مكروه.
بقلم : وديع الغامدي
@wadeeaghamdi