غباء الوباء | د. وليد خاطر
22 ديسمبر 2020
0
74349

فكرت مرارا في عنوان هذه الفقرة هل يناسبها عنوان ” غباء الوباء” ام ” وباء الغباء”؟
حسنا… لا فرق.
الانسان مخلوق يتكيف مع البيئة المحيطة بكل أحوالها المتغيرة. يتغير فيزيائيا ونفسيا ليتعايش وينجو. الا انه في البداية يقاوم هذا التغيير وينكره ويتفاوض معه قبل قبوله.
وجميعنا مررنا بهذه المراحل مع وباء كورونا والبعض منا ما زال في مرحلة الانكار! مما أدى الى حدوث ظواهر أقل وصف لها أنها بليدة أو غبية.
– نظرية المؤامرة لانتقاء وفرز العنصر البشرى لكي يبقى الأصح والأقوى في النهاية.

– الضغط النفسي الناتج عن متابعة أخبار تطور الوباء وتداعياته على الصحة والاقتصاد في العالم في حين أن البعض منا لا يسكن هذا الكوكب حتى الأن.

– ظاهرة زووم ” أدى استخدام تطبيق زووم وتطبيقات مماثلة خلال العمل عن بعد الى زيادة مشاهدة الفرد لنفسه في الشاشة بل ومقارنة نفسه بصور الاخرين ولمدة عدة ساعات كل يوم. نتج عن ذلك زيادة الحرص على الظهور بمظهر أفضل وبشرة أكثر نضارة وأقل تجاعيد مما زاد الاقبال على الإجراءات التجميلية لتحقيق تلك الأهداف مهما كلف الثمن ورغم الإجراءات الاحترازية.
الاستثمار الواعى في الصحة و الوقت من قبل الوباء بزمن يسمح بأستغلال عائد التغذية السليمة و أسلوب الحياة المتوازن وقت مواجهة الأمراض بصفة عامة و ليست البداية المتأخرة في تناول الفيتامينات و الادوية كافية للوقاية من تلك الامراض و الأوبئة وقت حدوثها.
– التأرجح في الوزن بين الزيادة والنقصان خلال فترات الحظر والسماح بعودة الحياة الى طبيعتها الجديدة أدى الى مشاكل صحية عديدة كالترهل والام المفاصل وسوء التغذية والاكتئاب.
اكتشاف الذات و الشريك و المحيط العائلى..مفاجات و مواقف و قررات بالانفصال و الطلاق وقت الحظر. ألهتنا عن اكتشافها الدوائر التي صنعناها لنتقوقع و نستريح للروتين الذى غيب و ألغى باقى اهتمامتنا بتطوير ذاتنا و علاقتنا بأفراد أسرنا و مجتمعنا و تواصلنا معهم .
– فقدان الاهتمام بالتواصل مع الاخرين كعادة البشر أن يهتموا بكل ما هو جديد في البداية ثم ينطفئ بريق هذا الاهتمام. فنجد من أحجم عن الرد على الرسائل التي تصله بل والمكالمات الضرورية لإنجاز مصالح الاخرين ولا تلام التربية أو الشخصية ان كانت سوية أم لا فالاكتئاب هنا سيد الموقف وليس سوء الخلق.

– شراهة الشراء: سهلت الجائحة إمكانية الشراء عبر الانترنت وأغلقت متاجر عالمية الكثير من فروعها وسرحت الكثير من موظفيها واستبدلت العرض والطلب ليكون عبر الانترنت عوضا عن ذلك. فأصبح المعروض أكثر بمراحل والشراء والتوصيل أسهل مما سبق.

طفح المواهب الدفينة وظهورها من كل ألوان الفنون والقدرات حتى المبتذلة منها وفرضها على المتابعين مما زاد من أرصدة مرضى الشهرة ومثيري الجدل.

كعادته يغوص الانسان في عمق الطبيعة ويتأقلم على تقلب أحوالها ويمسك بزمامها حتى يظن أنه يسيطر عليها ويدير دفتها في اتجاه يؤذيه ويلوث بيئته حتى حضر الوباء بثقله ليضيق النفس ويزهق الأرواح ويجدد الدرس بأن الانسان أضعف مما يتخيل وأن القدرة العلمية الخارقة تقف وحدها عاجزة عن حمايته وإنقاذه وتحثه على إعادة تقييم قيمه ومبادئه بعون من الله وفضله.
د. وليد خاطر 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com