غزو البلهاء | أنور الأحمدي
20 مايو 2017
1
147312

تناول عدد كبير من الكتّاب والأدباء عنوان هذا المقال “غزو البلهاء” وهي عبارة مقتبسة للفيلسوف والروائي الإيطالي “أمبرتو ايكو” جاءت بعد نقده اللاذع لمستخدمي وسائل التواصل، والذي وصفهم بـ فيالق الحمقى الذين كانوا يتناولون النبيذ، وكلامهم لا يتجاوز حدود البارات التي يرتادونها، بيد أن وسائل التواصل جعلت منهم نماذج سخيفة يُقتدى بها، ومنابر ضلال يُهتدى بها، وإن يقولوا تسمع لقولهم!

ولا يختلف ذو لبٍّ وعقلٍ حصيف، بأن حال هؤلاء البلهاء أصبح واقعاً ملموساً لا يختلف عليه اثنان! وحتى لا ينحى هذا المقال منحى التذمر، ويسلك طريق التشاؤم الذي سلكه بعض الكتّاب والأدباء عند تناولهم لهذا الموضوع! فإن شبكات التواصل كذلك غزوها من العقلاء، فكانت بصمتهم واضحة و جلية في تنوير المجتمع و توعويته فكرياً و ذهنياً، واقتحام العقلاء لشبكات التواصل المختلفة هي خطوة إيجابية ساعدت في التقريب من وجهات النظر في شتى المجالات السياسية والأدبية والثقافية والعلوم المعرفية بشقيها التنظيري والتطبيقي، بل ساعدت في نشر الوعي عند شرائح المجتمع الواحد؛ وساعدت على لُحمة المجتمع الواحد.

إن فوائد شبكات التواصل الاجتماعي اليوم لا يمكن حصرها في مقال، وإن كان غزوها البلهاء، وما ذكرته آنفاً ما هو إلا جزء يسير من تلك الفوائد، ناهيك عن الجوانب التوعوية للمجتمع، ونشر فكر الأعمال الخيرية التطوعية والتشجيع عليه، وكذلك التواصل المباشر مع أصحاب الحل والعقد، وأصحاب الفكر والرأي، وكذلك هو الحال بالنسبة للأدباء والعلماء والمفكرين وغيرهم ، بل وأصبح الأمر متاح للوصول إلى أعلى قمة الهرم بدون مشقة بعد أن سجل عدد من قادة الدول حضورهم في شبكات التواصل، حتى يسهل لهم التواصل مع شعوبهم ورعاياهم دون عناء ومشقة.

إن شبكات التواصل اليوم ليست بذلك السوء الذي يصفها البعض وكأنه شبح جاثم على الصدور، بل هي إحدى طرق تنوع التعبير عن الآراء، والتوجهات، والأفكار، بالرسم تارة، وبالكتابة أخرى، وبالتعليق ثالثة.

وهنا يأتي دور المتلقي الذكي الذي ينتقي ما ينفعه، ويبتعد عما يضره، ويستقي المعلومات من مصادر موثوقة معتمدة، حتى لا يكون ضحية للتضليل والتدليس والتغرير به .

*ومضة*

ومــا من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه

أنور عبدالرحمن الأحمدي ـ جدة


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com