في الأول من نوفمبر من العام ١٩٥٤م، بَزغت الثورة الجزائرية.. فأنارت شمال أفريقيا و الوطن العربي/الإسلامي؛
و استمر نورُها و تضحياتها بدماء مئات الألوف..
ثم أينعَ عطاءُ تلك الثورة باكتساب إستقلالها بعد ٧ سنوات من الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي.. بعد جثومه الثقيل على صدور الحزائريين لـ١٣٥ سنة!
أيامَها كنتُ في الصف الثالث او الرابع الابتدائي.. و لكنني لا أزال اذكرُ حماسنا هنا، حكومةَ و شعباَ، و حملاتِ التأييد بما فيها (ريال الجزائر)، و إصدار الطوابع البريدية الخاصة و تخصيص ريعها لصالح الثورة الجزائرية.
و كان الحماسُ في أم القرى و اخواتها حـَياَ متأججاَ.. و كان مدراء المدارس يحـثٌون التلاميذ على جمع التبرعات؛ و أيضاَ كانت مديرات و معلمات مدارس البنات (و كان إنشاء مدارس تعليم البنات قد بدأ بمبادرات أهلية في مكة.. مثل مدارس الوجيه عمر عبدالجبْار)، فكنّ يدعون طالباتهن لإحضار كل ما يتوافر و يتوّفر في بيوتهم من ملابس و نحوها.. و خاصة في فترات الشتاء.
و الآن احزنُ أيـّما حزن لاستمرار الشعب الجزائري -لا يزال!- بمطالبته بالحرية و الديمقراطيـة و العدالة الاجتماعية.. و بعد ٦ عقود من ”الاستقلال” !!
و نبقىَ نذكرُ و نتذكرُ تضحياتِ الشعب الجزائري، التي نرجو ألا تذهبَ هـَدراَ و سُدَى!
و نترحم على المليون شهيد
و الخلودُ لاخوانِ جميلة بوحَيـْرَد
بقلم : د.إبراهيم عباس نــــَتــــّو
عميد سابق بجامعةالبترول.
This site is protected by wp-copyrightpro.com