عزيزي المدخن :
إما أن تهلك نفسك بالاستمرار في التدخين على الرغم من سوء منتجات الدخان الحالية المنتشرة ولسان حالك ( هي خاربة خاربة )
أو يمكنك استخدام ثقافة ( *اليوتيرن* ) للعودة إلى طريق الصحة عبر الاتصال بالرقم ٩٣٧
..و الدخان قاتل للمدخن بلا أدنى شك ومسبب رئيس للسرطان كما يعرف المدخن قبل غيره بل وموثق ذلك بتحذير دولي على العبوة ليكون القرار بيديك.. ورغم ذلك لازالت غير آبهٍ بالخطر !
ومانراه اليوم من حملة ضخمة تشن بحجة رداءة الدخان وتطالب بتطبيق أقصى العقوبات على الغش التجاري فيه بدعوى تحسين جودته تجعلنا نشعر وكأنهم يسعون لاستمراره رغم ثبوت أضراره الوخيمة وبدلاً من تحرّي الجودة والرادءة فيه كان حريًا بهم أن يسعوا لمنعه وإيقاف تداوله من أجل صحة الإنسان ومن أجل إيقاف هدر الموارد البشرية والمادية ..
وإلا ما قيمة جهود مكافحة التدخين والتي تضخ فيها وزارة الصحة مئات الملايين من الريالات سنوياً للتوعية الصحية ولمعالجة آثار التدخين؟
ومن منطلق الحرص الوطني والتكافل الاجتماعي ندعو وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة إلى استغلال هذا الحدث لمضاعفة المكافحة وترك قرار الاستمرار أو التوقف للمدخن والذي سيلحظ بنفسه سوء المنتج وسرعة تدهور صحته ليتخذ قراره
إما بالتوقف عن هذه الآفة المدمرة له ولميزانيته ولصحة من حوله والعودة من ( يوتيرن غش المنتج ) لطريق الصحة والسلامة وصولاً لعيادات مكافحة التدخين المنتشرة والمجانية والتي هيأتها الدولة أعزها الله بالتواصل مع وزارة الصحة ( ٩٣٧ )
أو بالقرار المحزن والتمادي وتجاهل كل إشارات الخطر في طريق الموت والاستمرار في استهلاك منتجات التدخين حتى بعد ثبوت رداءتها وتعجيلها بشيخوخة بدنه ودخول الموت البطيء إليه والعياذ بالله
وكنت قد تحدثت عن ذلك سابقا في كلمة مختصرة لبعض الحضور في مناسبة خاصة .. ودللتهم لسرعة الإقلاع عن التدخين استعمال أدوية ( نيكوتينيل ) أو ( شامبكس ) وكلها توزع مجاناً في عيادات الإقلاع عن التدخين بجميع مناطق المملكة
فوصلتني ولله الحمد بشائرهم خلال اليومين الماضيين باختيارهم لقرار العودة بالاستفادة من هذه الأزمة وشجاعتهم في تركهم التدخين بعزيمة وإرادة قوية
اسأل الله عزوجل أن يثبتهم عليها وأن يشفيهم مما ابتلاهم بحول الله.
*الأحبة المدخنين* ..
من يظن فيكم بأن العودة صعبة فهو واهم ..
لأن التدخين بدأ كتقليد وظن ساذج بأنه من كمال الرجولة أو (برستيج شياكة) أو مجاراة لآخر في بيئة يعلم يقيناً بأنها سيئة ولا تشرف فكانت من خلف ستار حتى ظهرت مع الأيام للعلن ..
لذلك أنصحك بالاختلاء بنفسك أمام المرآة .. ثم تمعن في تقاسيم وجهك واسأل :
هل أنا معصوم من الأمراض وأهمها السرطان ؟
ولو بالفعل أُصبت بالسرطان .. هل سينقذني عنادي منه؟
أما يكفي ما مضى من سنوات لإيقاف هذا الدمار ؟
ولا أعلم قد أكون الآن مصاب بالسرطان رغم نشاطي الظاهر!!
عندما تحاور نفسك بشفافية الحريص والعازم على إنقاذها ستنجح حتما في العودة لتكون صحيحا معافى بمشيئة الله ونماذج العائدين كُثر ولله الحمد ..
فقط عند عزمك على العودة التزم بأمرين :
الأول أن تتوكل على الله وثِق بعونه لك
والثاني أن تتواصل مع برامج الإقلاع عن التدخين
استغل الأزمة وجرّب هذه المرة .. لربما كان جرس الدخان المغشوش فرصة للإنتباه ولترتاح من وسوسة الإصابة بالمرض ، ثم لتوفر مخصص شراء الدخان الشهري لصدقة تقدمها بنية إقلاعك عنه ونجاتك من الأمراض التي يسببها فإن الصدقة تطفىء غضب الرب كما قال عليه الصلاة والسلام .
د. خالد عبدالقادر الحارثي
مستشار إجتماعي
This site is protected by wp-copyrightpro.com