من اصعب المواقف التي تمر بنا في حياتنا اليومية
مواقف الوداع ….
فالوداع يختلف فليس فقط وداع المسافر ولكن هناك انواع مختلفة للوداع
فقد يكون وداع شخص عزيز عليك من اصعب المواقف التي قد تواجهك فالوداع والابتعاد لاشخاص لانرغب بوداعهم مؤلم جداً،
وقد مريت بهذه اللحظات اليوم الخميس اخر يوم في دوامات المدارس وانتهاء الفصل الاول من الدراسة عن بعد.
عندما وصلت لمقر عملي كنت متفائلة بيومي حيث انه اخر يوم في دوامنا وتعرفون ماذا تعني الاجازة لاي شخص يعمل كل يوم ….
وكنت سعيدة جدا لانني سوف احظى بإجازة قصيرة ولكن المهم انها اجازة للراحة والاسترخاء
ونحتاجها بعد فصل دراسي حافل بكل انواع العمل عن بعد من غيابات وحضور منصات وتيمز ودروس افتراضية ومتابعة كل هذا يعتبر عمل منهك ومرهق
وصلت وانا افكر متى ينتهي هذا اليوم الاخير …
واعود لابدا ارتب اجازتي واقضيها بطريقة مريحة بعيد عن ضجيج العمل…
ولكن حدث امر غير فرحتي وتحولت فرحتي بالاجازة الى اكتئاب وصدمة مؤلمة …
وذلك عندما استقبلوني في العمل بخبر طلب القائدة للتقاعد وهي لم تكمل سنوات الخدمة ولكن هي تريد ذلك ….
وصلني الخبر كالصاعقة ولاشعوريا انهمرت دموعي وشعرت بإختناق شديد وعبرة تخنقني وتحولت كل مشاعر الفرح والسعادة الى شعور لا استطيع وصفه ،
وعندما رايتها تزف الينا الخبر ً وهي مبتسمة وفرحه لم استطع ان ابادلها فرحتها يمكن لاني انانية جداً مع الاشخاص الذين احبهم واريد الاحتفاظ بهم وليست فقط الانانية التي منعتني من ان ابادلها الشعور بالفرح ….
بل لانها قائدة لن يأتي لها بديل ابداً فهي خسارة للتعليم بأكمله انسانه خلقت لتكون قائدة بالفعل
واداريه رائعة تدير المدرسة بكل حنكة ودراية وقد قضت سنوات في ادارة الكثير من المدارس
مما اكسبها الخبرة في فن التعامل مع مختلف الفئات بأختلاف ثقافاتهم وعقلياتهم فهي تتعامل مع الاخرين بدبلوماسية وذكاء نادر ….
تحل جميع المشاكل وكأنها لم تكن. من الطالبات الى الامهات
فكانت تأتي الام وتدخل عليها غاضبة مزمجرة لتشتكي من معلمة او ادارية وتخرج مبتسمة وراضية ..
وكنت دوماً اتسائل من اين لها القدرة على احتواء الجميع ..
جعلت جميع العاملات في المدرسة بمختلف اعمالهم ومهامهم يعملون يد بيد كأسرة واحدة
بطريقة لم يسبق لي ان رايت قائد ،
ينشر العدل مثلها ويقنع الجميع ان يسيروا بخطى ثابته ونحو هدف واحد…
وقد عملت جاهدة على تطوير وتقدم المدرسة ورفع مستوى العاملات فيها للافضل جعلت الكل يستخدم نظام الحاسوب في ظل التعليم عن بعد حيث اصبح هو اساس التواصل والعمل بين المدرسة والمعلم والطالب والاهل …( وكان شعارها لاتقل لا اعرف بل قل سأعرف )
ورغم بقائها فترة قصيرة لاتتجاوز ثلاث سنوات الا انها وضعت المدرسة على الطريق الصحيح ،
ورغم تنقلها بين المدارس فقد عملت كقائدة في كثير من المدارس لتكون مدرستنا اخر محطة.
وكل مدرسة تتركها يظل ذكرها وبصمتها في تلك المدارس تفوح مسكاً…
وطيبة قلبها اجتمع مع علمها وذكاءها ، فأصبحت قائدة مثالية لاتقارن بأي شخصية ، لانها صنعت لنفسها شخصية قائدة بالفعل مميزة ومبدعة …
شفيا الوهاس
This site is protected by wp-copyrightpro.com