لكل طالب علم طموح بأن يصل لمرتبة أهل العلم العُليا والحصول على أعلى الشهادات, لخدمة وطنه في المقام الأول ولتأمين مستقبله الوظيفي والحصول على الوظائف المناسبة والمبالغ التي ترضي طموحه ,,
ولكن قد لا يجد الشاب الطموح ما يريد بسبب الظروف المفاجئة مثل: الجلوس على سرير المرض, أو فقدان العائل الوحيد للأسرة ,, وبالتالي تكون عظم المسؤولية الملقاة على عاتق هذا الشاب الصغير عبئا كبيراً عليه.. وبذلك يتحمل نفقات الأسرة منذ الصغر, بعد أن أضناه طول الحاجة وقلة الحيلة ..
ويقوم بعد ذلك بالبحث عن عمل لاكتساب قوت من يعول, ويترك طموح الدراسة الجامعية لاحقاً, لحين الاطمئنان على ذويه وتأمين دخل ثابت لهم .
وبعد أن يجد الشاب الطموح أنه قد أدّى دوره الاجتماعي في الوقوف مع عائلته وتأمين مستقبلهم , يلتفت لطموحه السابق, ليعيد فكرة إرضاء ما تبقى من الطموح , لتكون خير معين له في الحصول على ترقية من جهة عمله, أو البحث عن وظيفة مناسبة تستلزم وجود مؤهل جامعي ولتكون خير معين له .
حيث لم يعد كبر السن عائقاً أمام بعض الطامحين من الناس الذين يرغبون في التزود بالتحصيل العلمي وتطوير الذات , وتنمية القدرات ..
قال تعالى في سورة الزمر ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ {9}) , وقال صلى الله عليه وسلم: “مَن سلك طريقًا يلتَمِس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنّة”.
قد يتصور الشاب الطموح أن فرصة الالتحاق ببعض الجامعات السعودية للحصول على درجة البكالوريوس بنظام “الانتساب” بالأمر الهيّن وتكون سهلة المراد, وفي واقع الأمر هي صعبة المنال على الذين فاتهم قطار العلم منذ سنين طويلة !!
وبعد أن يقوم هذا العصامي طالب العلم بتسجل طلب الانتساب بالتخصص الذي يرغب عن طريق موقع الجامعة, يفاجأ بالرد عن طريق النظام وبعد فترة انتظار طويلة بعبارة ” نظراً لتقادم شهادتك تم رفض طلبك !!؟؟
حقيقة الأمر غريب حيث نجد أن حكومتنا الرشيدية بقيادة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – تحث على مساعدة كل طالب علم وتسهل أموره, وتهدف من ذلك إلى تخريج كوادر وطنية مؤهلة تُسهم بشكل أساسي في دفع عجلة التقدم والتنمية في مملكتنا الحبيبة ..
ويجد العديد من طلاب غير السعوديين سواء المقيمين أو من الذين قدموا من ديارهم, ترحيبًا خاصاً من أجل إكمال الدراسة الجامعية في بلدنا الحبيب, وكما توفر حكومتنا الرشيدة لهم برامج المنح دراسية ..
ومن جهة أُخرى يعاني العديد من الطلاب المنتسبين من بعض الأمور, ومنها أن بعض الجامعات تلغي بعض التخصصات بعد السنة التحضيرية , وبالتالي يحاول الطالب الانتقال لجامعة أُخرى ليدرس في التخصص المناسب له ويتوافق مع رغباته وميوله .
وبعد التواصل مع الجامعة المراد الانتقال إليها ( جامعة جازان) وأخذ الموافقة المبدئية بالتخصص المطلوب, يُطلب بعض المستندات مثل: خطاب التحويل وكشف الدرجات من الجامعة التي يدرس بها طالب الانتساب, ليتم معادلتها ومن ثم يرسل له رقم المعاملة للتواصل ..
للأسف يجد طالب الانتساب عدم وجود الشفافية والتناقض من بعض موظفي جامعة جازان, بسبب تقاعس موظفي عمادة القبول والتسجيل – الانتساب و”عمادة التعليم عن بعد” عن أداء مهامهم العملية, وهم ممن أُوكلوا باستقبال الطلبات الخاصة بطلاب الانتساب !
والأدهى والأمر يأتي الرد المتناقض والغريب من أحد موظفي “جامعة جازان” وبعد حوالي خمسة أشهر من تأخير الرد الرسمي, يرد الموظف من خلال التليفون بأن المعاملة تأخرت بسبب أنها حُولت للقسم النسائي, ثم لعمادة القبول والتسجيل , ومن ثم لعمادة الجامعة الالكترونية “للدراسة عن بعد”, وأن التخصص المطلوب تم إلغاؤه منذ سنة !!
وفي نهاية الأمر يقع طالب الانتساب ما بين مطرقة انتهاء فترة تسجيل المواد في الجامعة المسجل بها رسميا , وبين سندان عدم الرد ومعادلة الدرجات وعدم مصداقية المعلومة من جامعة جازان , وبالتالي تذهب محاولات الطالب سُدى لينتظر للسنة القادمة !!
وإذا حاول طالب الانتساب المغلوب على أمره أن يدق أبواب العمداء المعنيين بالقبول والتسجيل عن طريق موقع الجامعة, تجدهم وللأسف يتملصون عن الرد والتجاوب !! وكأن كرسي العمادة حكراً عليهم !!
ومع تلك الظروف السابقة قد تكون أحد الأسباب القوية في تضجر طلبة العلم, ومن ثم إلغاء فكرة الانتساب, وبالتالي قتل طموح أبناء الوطن الراغبين في التزود العلمي .
طارق مبروك السعيد
This site is protected by wp-copyrightpro.com