انقضى رمضان العام الماضي وأفل نجمه , وغاب هلاله , وفرح الجميع بحلول العيد مع الشعور بشيءٍ من الأسى لرحيل رمضان,
وما لبثت أن تخلت أرواحهم عن ثوب إيمانها , وعاد الجميع لممارسة الحياة كما كانت قبل رمضان , وانغمسوا بأمور الدنيا فلم يعد يأسر تفكيرنا التقرب إلى الله والتسابق لبلوغ الأجر فباتت ليالينا باهتة بلا تعبد ولا تهجد ولا قراءة قرآن ولا ذكر للعلي الرحمن ..
فقد عدنا فريسةً للشياطين فأصابنا الفتور والتراخي وضعف الهمم مصداقاً لقوله تعالى {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه}[سبأ:20]
وتوالت الأيام والأشهر وهاهو رمضان يقترب منا يحل علينا ضيف جميل بهي تشرق أنواره وتغير شيئاً من رتابتنا ونحظى بما فيه من خير وبركة ونفحات إيمانية , هذا الشهر العظيم شهر التوبة والرحمة والغفران , شهر القرآن والعتق من النيران .
الركن الرابع من أركان الإسلام ، قال تعالى {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
فكم تشتاق له أرواحنا وتهفو إلى قدومه نفوسنا , لنعود ونعيش لحظاته الروحانية التي تسبق أذان المغرب التي ننتظرها لنرسل بأمانينا إلى العلي القدير ونطلبه أن ينقي ثوب أعملنا الذي اتسخ من الذنوب ويفرج همومنا ويكشف السوء عنا ..
قال ﷺ
(ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم)
فلنعد ترتيب أنفسنا ونبحث عن مواطن الخير في دواخلنا ولنهزم نفسنا الأمارة بالسوء ..
فلا ينبغي علينا أن نجعل رمضان يمر دون أن نجمع الكثير من غنائمه , ونزرع فيه الكثير من أشجار أعمال الخير التي نسعد بها حين الحصاد فنجدها في جنةً عرضها السموات والأرض ..
اسأل الله أن يجعلنا من الفرحين السعداء حين يقال لنا ( أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان الذي لا يدخله أحد غيرهم )
فلنجتهد في صيامه وقيامه ولنعطيه حقه ونبادر بالتقرب إلى الله وترك التسويف ونتذكر أن هذا الوقت سيمضي وقد لا يعود علينا ..
ولنتخذ من رمضان فرصةً لنقوم بنقل أنفسنا نقلة نوعية نغير من خلالها حياتنا للأفضل مع الله ومع الأهل ومع كل من نتعامل معه أونخالطه , ونضع لنا أهدافًا نرتقي بها ونسمو , لنجني التوفيق والسعادة والرضا في الدارين .
همسة ..
حياتنا مع الله في رمضان وغيره تجعلنا نعيش السعادة واقعًا لا حلم .
بقلم : عفراء الماضي
This site is protected by wp-copyrightpro.com