《ايش فائدة عمل البلاش في زمن الكاش》 قالها وهو مارٌّ بجانب قارعة الطريق الذي كان يزدان بالفتيان والفتيات يتشرفون بتقديم العمل التطوعي في أجواء مفعمة بالإنسانية.
التفتّ إليه مستنكراً.. من هذا المعكّر للطافة نسيم العمل الإنساني؟!
طلبت منه أن يقف مع الشباب خمسة دقائق فقط، وأكون له من الشاكرين.
《أنا أصلاً مستعجل》قالها معتذراً مثلنا تمامًا عندما لا نريد عمل ما (ولا كيف؟!)
لحسن الحظ وافق الرجل وباشر التشريف مع الشباب، وبطبيعة الحال بدأ ينسجم مع المتطوعين والعمل.
الغرابة ليست هنا أصلاً..
المدهش في الموضوع أنه قضى أكثر من ساعة وهو تارة يساند هذا وذاك، وتارة يعاون ذلك المتطوع الذي يعرّف الناس بالنشاط التطوعي.
وكأنني أرى أن التطوع بدأ يدبّ تدريجياً في داخله بكل هدوء وبلا استئذان بتاتًا.
هل تعلمون بأن هذا الشخص هو قائد لفريق تطوعي نشط الآن؟!
(ياهو كيف كذا؟!)
يا ترى ما الذي دفعه للتشبث برسالة عمل (البلاش) في زمن (الكاش).
يعرف التطوع بأنه الجهد الذي يبذله الإنسان لخدمة مجتمعه دون انتظار مقابل (يعني ببلاش)
لذلك لا ألوم أي شخص منتقد التطوع دون تجربة سابقة..
من لم يستنشق رائحة (القهوة) مع نسائم الصباح.. لم يعرف معنى (الروقان)!
ومن لم يرى صبابة (الشوكلاته) مع رفقة الحبيب.. لم يفهم معنى (الكيف)!
أولا: دعونا نتفق بأن التطوع عبادة جليلة، والأدلة كثيرة في مراجعنا المقدسة.
إذاً من بدأ بشعور لذة أي فعل عبادة من العبادات الجليلة فإنه توفيق ومنة من الرحمن لهذا الإنسان، فبالتالي هو على خطى تذوق حلاوة الإيمان.
ثانياً: من قال بأن المتطوع جزاؤه في الآخرة فقط؟!
المتطوع محظوظ سينال الجزاء الأوفى في الآخرة، وربّنا لا يضيع أجر المحسنين.
أما في الدنيا فإن له النصيب من عمله لأن السنة الكونية 《كما تدين تدان》، فـ 《الخير لا يأتي إلا بالخير》، 《 والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه》.
أخيراً.. رسالتي إليك أيها المتطوع..
1/ أخلص النية واستحضرها في كل مبادرة بل في كل الاجتماعات والخرجات التطوعية.
2/ حاول جاهداً أن تترك سنّة حسنة في مجموعتك فلا تعلم أن تكون لك صدقة جارية وأي حسنة ستدخلك الجنة.
3/ دائماً ابحث عن المهمات التطوعية التي هي من تخصصك واهتماماتك وميولك التي تسعدك انجازاتها.
4/ اهتم بجودة العمل واسأل كثيراً زملائك ومشرفيك، لأنها كفيلة لتطوير مهاراتك الشخصية.
5/ بادر ثم بادر ثم بادر ، واطلب العمل دوماً ولا تنتظر التفويض، وكن مشعلاً لتحفيز أقرانك.
6/ في الأخير انقل خبراتك التطوعية للمجتمع ولمن هم حولك، وادعوهم للتطوع 《فالدال على الخير كفاعله》.
وإذا أردت معرفة (كاش البلاش) انضم الآن لأي مبادرة تطوعية..
وبعدها أنا أسألك (ماهو كاش البلاش)؟؟
الفائدة: إذا كان (البلاش) لله وحده سبحانه.. فـ (الكاش) لن يقاس بمقياس بشري أبداً.
بقلم.. محمد عبدالله عبدالسبحان الصديقي
This site is protected by wp-copyrightpro.com