23 مارس هو يوم عظيم في تاريخنا. فهو اليوم الذي قرر فيه مسلمي شبه القارة الهندية بناء مسيرتهم طبقا لرؤية العلامة محمد اقبال. ففي مثل هذا اليوم، كسروا مسلمي الهند تحت قيادة القائد الأعظم محمد علي جناح سلاسل العبودية وعزموا السعي لقيام دولة مسلمة ذات سيادة بعيدا من مظالم و اضطهاد الاغلبية الهندوسية وهكذا ظهرت باكستان على خريطة العالم كدولة مسلمة وحرة في 14 من اغسطس عام 1947م.
ومع بروز دولة باكستان حصل الناس على حقوقهم وحريتهم الدينية التي كانت في الماضي يحرمون منها من قبل الأغلبية في الهند المتحدة ويحرمون من فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومن محاولات فاشلة للتخلص والقضاء على هوية المسلمين الثقافية. وكان ضمن مقاصد القرارات التي اتخذت في الـ 23 من مارس، هو إنشاء دولة حيث يوفر للمواطنين فرص و مواقع المساواة، دون تفريق أو تمييز للعرق أو اللون أو عقيدة حيث يمكن لاي فرد من خلال ممارسة لثقافتهم وتقاليدهم بخدمة البلاد والأمة بدوره الفعال في المجتمع.
باكستان اليوم هي باكستان الجديدة . فنحن نسعى ونعتزم انشاء دولة اسلامية و رفاهية حقيقية وانشاء مجتمع مبني على التعاطف والمشاعر حيث يطيح لجميع فرد المجتمع التطور والازدهار دون أي تمييز و أن يلعب بدوره الكامل في تنمية البلاد و الأمة.
نحن نتمنى علاقات سالمة وصديقة مع بلدان الجوار على اسس المساواة و نرغب أن نعمل جميعا معا للقضاء على الفقر من جنوب آسيا و أن يحظى ملايين الناس الساكنين في المنطقة العيش في الازدهار . ولكن نريد أيضا أن نوضح بأن رغبتنا في السلام يجب ألا تعامل على أنها نقطة ضعف حيث تحتفظ باكستان حقها في اتخاذ اي خطوة للدفاع عن النفس. نشكر الله تعالى أن باكستان اصبحت اليوم تتمتع بدفاع منيع ونفتخر بقواتنا المسلحة البواسل. فإن شجاعة قواتنا المسلحة وقدرة مؤسساتنا للأمن القومي وتضحياتهم الغير محدودة قد احبطت تصاميم اعداء باكستان الشائنة و قد شهدها العالم باسره خلال العدوان الهندي الاخير وخرجنا من الموقف أكثر قوة من ذي قبل.
فبمناسبة يوم باكستان الوطني، يجب أنلا ننسى اخواننا الكشميريين الذين هم ضحايا ارهاب الدولة الهندية ويتكبدون حياتهم تحت وطأة الظلم والبؤس. وبمناسبة يوم باكستان نعرب عن تضامننا مع اخواننا في كشمير المحتلة ونحي بسلام تعظيم على شجاعتهم ونعترف بتضحياتهم ونجدد عزمنا بدعم حقهم في تقرير مسيرهم بمواصلة دعمنا السياسي والدبلوماسي والمعنوي في جميع محافل الدوليه.
نحن واقفون اليوم في مرحلة حرجة من تاريخنا حيث نشن كفاحا لتخليص الوطن العزيز من الفساد والممارسات السيئة والسعى ايضا لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. فنحن أمام الحالات الصعبة ورغم ذلك أريد أن أطمنكم بأن:
اذا كان شغف العيش قيد الحياة فينا
مـــاذا يــــــــــــــــا تراى اذن ينقصنا من شـــــــــــــــــئ!
(عـاشت باكستان)
This site is protected by wp-copyrightpro.com