يسألني كثير من الناس عن معنى اللايف كوتشينج بالعربي ولكن أعجز عن الترجمة الحرفية وأحاول فعليا تفسيرها بالمعنى .. ولاتسعفني ذاكرتي كثيرا سوى وضعها لهم بمعنى أسلوب ترتيب أو توجيه للحياة.وهي كلمة من اللغة المجرية ومعناها عربة بحصان .ولأن الكوتش هو شخص ينقل الشخص من مساحة إلى مساحة أخرى من التطوير الذاتي, مثل العربة التي تنقل الشخص من مكان إلى مكان أخر. وبدايتها كانت في أمريكا في عالم الرياضة . فبدأها المدرب جالوي في مباريات كرة التنس , وقام بتصميم أسلوب يمكن اللاعب من التعامل مع مهاراته الداخلية بترديد مقولة (المنافس الأقوى بداخلك أنت وليس مع من حولك). وبعد تلك المرحلة جاءت المرحلة الأهم في تاريخ اللايف كوتشينج مع المدرب الشهير : توماس ليونارد , والذي بدأها كإستشارات مالية ثم توسع لتنظيم حياة الناس وأطلق عليها مسمى Life Planning
ومع الوقت بدأ يتكون لديه خبرة وظهر له العديد من العملاء , ثم بدأ يعلم مجموعة من الناس هذه المهارة .
فاللايف كوتش هو نتاج إيقاع الحياة السريع الذي يشكل ضغطا عصيبا للبشر فهو مدرب حياة يعتمد في أسلوبه على الحوار التفاعلي لمساعدة طالب الإستشارة والولوج في عالمه الداخلي لمعرفة قدارته وكينونته والقدرة على الوصول لإجابات لكل مايريد من أسئلة ومشاكل تواجهه في كل مجالات الحياة. ويستخدم اللايف كوتش موهبته وعلمه وخبرته ومعرفته من خلال المراقبة ووعي وطرق وتمارين لاستنباط الحلول من طالب الإستشارة ومن الحقل المعرفي الذي كوناه من خلال العصب الذهني . والكوتشينج فن وعلم مبني على تجارب ونظريات وأدوات أثبتت نجاحها لعقود طويلة .. فالهدف منه مواجهة الحقائق و التفكير بطريقة مختلفة تتناسب مع معطيات الحياة بكسر العوائق وإستيعاب أكبر للإحتياجات الداخلية والوصول إلى الأهداف بإرادة أقوى.
يخطيء الكثير حينما يعتقدون أنه نوع من أنواع العلاج نفسي, فهو أبعد مايكون عن ذلك …فالرهاب النفسي والأمراض النفسية المزمنة لها متخصصون من أطباء الطب النفسي والأخصائين النفسيين . أما الكوتشينج فهو حوار متبادل مع من تضع فيهم ثقتك للوصول يدا بيدا لحلول تزيح عنك الرؤية الضبابية لأخرى واقعية لكل من يواجه تحديات في العمل أو العلاقات أو الصحة أو الحياة عموما .
فأحيانا لا نحتاج إلى مستشار نفسي يسترسل معنا في ذكريات الطفولة يحلل علاقاتنا ولا إلى صديق يثقلك بوابل من النصائح لمجرد إثبات تفاعله وإنما إلى لايف كوتش تدير معه حوار بناء ليساعدك في التعرف على ذاتك ووضع خطة لتحديد المسارات وإكتشاف المهارات وإحداث تغيير جوهري في حياتنا الشخصية والعملية … ففي كل جلسة يختار العميل موضوع الحوار بينما يقوم الكوتش بالمشاركة بملاحظاته وأسئلته من خلال خبرته حتى تتضح رؤيته لشكل حياته في اللحظة الحالية وما يريد أن يكون عليه في المستقبل ,ومن خلال تدارك الفرق بين الإثنين تتكشف له حقائق جديدة عليه رغم وجودها طيلة الوقت … وفي المتوسط العام يحتاج العميل 6 جلسات مدة كل منها ساعة لتحقيق النتيجة المرجوة.. طبعا ليست ثابتة بل متغيرة بحسب إختلاف الحالة .
إذن فالكوتش لايشخص ولا يعالج نفسيا ولا يتخذ قرارات للعميل هو مجرد (رفيق الطريق) يسير معنا أثناء رحلة الإستكشاف ليسلط لنا الضوء على جوانب شخصيتنا المهملة والمساحات الغير مرئية منها للتعرف على إمكانياتنا الفعلية وتفجير الطاقات الكامنة فيها .
بقلم : د. نادية بخش
nibakhsh@hotmail.com
This site is protected by wp-copyrightpro.com