Latest News
لا تغلق أبواب الجنة بعقوقك | نجود النهدي
03 فبراير 2017
0
136620

المتأمل لربط الله رضاه برضا الوالدين لم يكن هذا الربط عبثاً، وإنما لعظيم وجليل ما يقدمانه إتجاه أبنائهم. بداية من فترة الحمل مروراً ببلوغ أشده نهاية الى أن يصبح في سن الأربعين سنة كما قال تعالى ((وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حتى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعلى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) في سورة الأحقاف .
لذلك فرض الله على عباده بر الوالدين، في محكم تنزيله كما في سورة الإسراء قال تعالى: ((وقضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ)).
وللأسف نجد هناك من الأبناء العاقين الجاحدين الناكرين لجميل الوالدين، فهم يسيئون معاملتهم ويهملون في رعايتهم مثلما شاهدنا ذلك المقطع الذي انتشر لتلك الأم المكلومة المقهورة التي تهجّم عليها أبنائها بعد خروجها من غرفة العمليات.
أهكذا يكون رد الجميل ؟؟
أهكذا يكون رد جزاء الإحسان؟؟
أهكذا يكون الحب والبر والاحترام؟؟
لذلك مهما كان لنا أناسٌ مقربون لنا، ومهما زاد عدد الأشخاص من حولنا وزادت أهميتهم. فلا يوجد أحد يعوض مكانة الأُم، فمهما كبرنا في العُمر وأصبحنا راشدين وبإمكاننا الاعتماد على أنفسنا وتحمل المسؤوليات، إلا أننا لا نستطيع الاستغناء عن الأُم. ولا يُمكن أن يكون لنا مستقبل دون الأم فهي منبع اليقين والسعادة والحب، وحتى المال لا يُمكن أن يُعوض عن الأم.
والذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه كما هو في المتفق عليه عن الأم قال: “جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟،قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك)
الأم، أغلى ما في الوجود هي قرة العين وبهجة القلب. الأم هي نور الحياة، تتضاءل الكلمات أمامها خجلا .. لأنه لا توجد فيها كلمة توفيها حقها .. أتوسل ذاكرتي كي تجود عليّ .. لعلها تمدني ولو بكلمة تعبر عما في قلبي اتجاهها .. لكن للأسف تأبى ذاكرتي أن تعينني فتهرب من ملاحقتي ..الأم تستحق الحب والعرفان والامتنان والشكر .. وحتى هذه الجملة الصماء لم تستطيع مع الأسف التعبير عما أحمله في قلبي لو كان العالم في كفة وأمي في الكفة الأخرى لاخترت أمي.
الأم هي التي سهرت الليالي وتعبت وعلمتنا وربتنا هي التي تعطينا الحب والحنان نعم هي تلك الأم التي أنجبتنا.
وفي نهاية المطاف ليست هناك امرأة تعطي كل حياتها وكل عطفها وحبها دون أن تسأل عن مقابل إلا الأم. أسأل الله أن يحفظ لنا أمهات المسلمين أجمعين وأن يمدهم بالصحة والعافية وأن يطيل في أعمارهن وأن يرزقنا برهنّ.

نجود عبدالله النهدي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com