لجين من الزائدة إلى أربع عمليات ، وما آخر الأخطاء الطبية ؟ |د. وفاء ابوهادي
21 فبراير 2018
16
211167

شخصياً أصبحت أتحمل الآلام التي لا تحتمل وارتضي لنفسي أن أكون طبيبة لوصف المسكنات والخوض في عالم طب الأعشاب خوفاً من شبح يسمى ( الأخطاء الطبية) ولست ضد ان يخطىء المرء فنحن بشر لكن مصيبة ان تكون هذه الأخطاء تدفعها أرواح بريئة لم يكن ذنبها غير أنها وثقت في هذا الطبيب وكان بسلامته مستهتر بمهنته اما لغرور أصبح يجعله يرى نفسه متمكن ونسي انه إنسان ولابد ان يكون حذّر على ارواح الناس أو أن يكون مستهتر بتلك الأرواح وكلا السببين لا يدفع ثمنهما غير المريض المسكين الذي دفع بجانب تلك المبالغ الباهظة صحته وقد يكون عمره في بعض الحالات .

وكمثال حي الشابة ذات الـ ١٨عام لجين نصر احمد العايدي والتي دخلت إحدى مستشفيات مكة لألم في بطنها وتم تشخيص حالتها على أنها الزائدة ولابد من عملية جراحية سريعة نظراً لسوء حالتها ، وخضعت لجين لعملية الزائدة بالمنظار من طبيب يشار إليه بالبنان لوصفه بالاستشارة .

اسم الطبيب احتفظ به لبعد اتخاذ الإجراءات القانونية ، وأخرجها الطبيب فورا دون ان يتابع حالتها او يطمئن على عمليتها لانه عند أغلبية الأطباء شيء بسبط ، وهم لا يدركون أهمية المتابعة للمريض مهما كان تشخيصه
وخرجت لجين من المستشفى ، ولكن …

لمدة عشرة أيّام و هي تعاني من حرارة مرتفعة فأضطرت والدتها السيدة رابعة محمد كدوان إرجاعها للمستشفى لتدهور حالة ابنتها وخضعت لأشعة مقطعية كانت نتيجتها وجوب إخضاع لجين لعملية جراحية نتيجة تجمع سوائل لوحظ بعدها خروج كمية من الدماء فخضعت لأشعة أخرى فقرروا لها عملية تسمى بالاستكشافية وهي فتح البطن كاملا وظهر وحود حمام من الدم والصديد مع تحرك المثانة من كثرة الدم وقاموا بعمل تنظيف وارجاع المثانة لمكانها  ، ثم اصيبت بجرثومة في الجرح مما جعلهم يفتحوا بعض مما خاطوه ، ثم عملية رابعة بخياطة البطن وتقفيله .

شهر كامل ولجين خضعت لأربع عمليات وكأنها فستان يتم التعديل عليه كل مرة ، وآخر ماهي عليه الآن بجانب تدهور حالتها أصيبت بانسداد في الأمعاء ، وآخرالأخطاء الطبية ، ماذا بعد ؟!.

أصبحنا نخاف ممن أوكل الله بأيدهم مساعدتنا في آلامنا فأصبحوا هم من يضاعفون أوجاعنا ، ويزيدون من مآسينا
أين الرقابة ؟! واقصد أولا رقابة الضمير والخَوف من الله ومراعاة القسم الذي اقسموه .

قصة لجين هي نموذج من آلاف القصص التي نسمعها فأصبحنا نعيش كابوس هذا الأخطاء ، فإلى متى ؟!
وهل آمنوا هؤلاء الأطباء ممن لا يراعون الله في مرضاهم العقوبة فتمادوا اكثر وأصبحت ارواح الناس تندرج تحت مصطلح (خطأ طبي) .

جميع الأوراق والتقارير واسم الطبيب موجودة لدي من والدة الشابة لجين ، اتمنى من وزارة الصحة ان تفتح ملف (خطأ طبي) لتنظر الى الثغرات التي اصبحت في تزايد وتوقف هذا الشبح الذي لم يجد من يوقفه فتمادى في الزحف وأي زحف !

إنها أرواح حرم الله أن تقتل إلا بالحق ، فهل ستجد لجين وغيرها صدى لصوت آلامها و دموع والدتها من مجيب وعدالة فيما يحدث فقد أصبح شيء لا يحتمل .


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com