عندما تفقد شخص وانت كنت تتوق لرؤويته يختلف احساس الفقد عن احساسك لو كنت معه في ايامه الاخيرة. تكررت هذه المشاعر في نفس الشهر وفقدت حبيبتين لي من نفس الاسرة عماتي رحمكم الله والى جنات النعيم يا اغلى من احببت….
قد كنت انتظر لحظة رؤوية عماتي اخوات والدي والتي كانت .. احداهن في منطقة بعيدة، لم تكن الظروف في صالحي وقتها ، وزادت الكورونا والتباعد من عدم رؤيتها وكانت مصابة ببعض الامراض التي تتأثر بأي عدوى ، فخوفي عليها منعني من ان ازورها في اخر ايامها التي لم اكن اعلم انها اخر ايام حياتها، فقد كنت اضن انها سوف تكون معنا الى وقت بعيد لم يدر بخاطري ولو للحظة انها سوف ترحل عنا فجأة وبدون سابق انذار وغرتني طول الاماني ، وظليت انتظر لشهور طويلة ولم ازورها خلالها واكتفيت بالمكالمات الهاتفية بالرغم من شوقي اليها ولاحتضانها ، وتقبيل جبينها، ولكن كان عندي امل انها سوف تعيش لسنوات وسوف احظى بالجلوس معها ، والاستماع لإحاديثها ، وكنت كلما اشتقت اليها اطمأن نفسي بأنها فترة وتعدي وسوف نجتمع جميعنا وتعود الحياة ونعود كما كنا مع احبابنا .. ولكن للاسف سبقني اليها ملك الموت ، فقد فوجأت بتلك الرسالة على جوالي، لتخبرني ان عمتي قد رحلت ….
في هذه اللحظة اصبت بذهول وصدمة ،
صدمتي لم تكن بسيطة بل كانت من اصعب صدمات العمر، وتمنيت ان تكون تلك الرسالة وذلك الخبر ، مجرد اشاعة من اشاعات الواتس اب ، التي لاتنتهي وقفت حائرة امام تلك الرسالة لعدة دقائق استعدت خلالها لحظات ووقفات لاتنسى كانت قد جمعتني بعمتي وحبيبتي التي كنت احبها كثيراً ولم اقولها لها يوماً يمكن لانني لم اتعود البوح بمشاعري تجاه الاخرين ، حتى وان كانت مشاعر محبة ، وانتهت تلك اللحظات بأنسياب دموع لم اتجرأ على أخفاءها ،ولكن لازال عندي بصيص امل ان تكون عمتي موجودة على قيد الحياة ، واغلقت جوالي حتى لا اتلقى خبر يأكد لي ماقرأته ، واصبت بحالة غريبة لم اشعر بها من قبل بين ان يكون خبر وفاتها حقيقة وبين ان يكون اشاعة. واذا كان حقيقة فخيبة الامل سوف تلاحقني طول العمر ، وتساؤلي عن سبب كتم مشاعر الحب الصادق سوف يطول. وايضاً مالذي جعلني لا افكر بلحظة الموت ، اللحظة التي تأتي بلا موعد..
وكما حدث معي من صدمة فقد عمتي ….
عاد وتكرر ليحدث بعدها بأسبوعين فقط لماذا لم اتعظ من الحدث الاول واذهب سريعا الى عمتى الاخرى التي لايقل حبي لها عن محبتي لاختها ماذا حدث لي ؟ لماذ يحصل معي نفس الحدث بنفس الشهر ومالذي جعلني اثق في الموت انه لن يفاجأني ايضاً للمرة الثانية ؟ ! وفقدت غاليتين في لحظة. زادت مشاعر الحزن وبنفس الاحساس ونفس الصدمة الاولى ، وبماذا اصبر نفسي هذه المره . هل انني اصبت بحزن لم يمكنني من التفكير في فقد جديد .. وتأكدت حينها ان الموت لايستأذن ولايمهل احد لذلك تفقدوا احبابكم واصداقاءكم ، ولا تعطوا انفسكم امال طويلة الامد في لقاء ربما لايحدث ، تذكروهم دائماً ، فرؤية احبابنا وهم امام اعيننا يتحدثون لنا ،
افضل من رؤيتهم اموات لانستطيع البوح لهم بمكنون قلوبنا او حتى سماعهم…). وقد قيل … لاتنفع قبلة على جبين ميت ،
ربي اغفر لهما وارحمهما واجمعني بهما في جنات النعيم.
بقلم الكاتبة
شفيا الوهاس.
@SAlwhhas
This site is protected by wp-copyrightpro.com