بدأت الكتابة ولا أدري ماذا أكتب !!
قررت أن أكتب عشوائيا ما يجول في فكري هذه اللحظة وأنا أجلسُ وحيداً أسمع الصمت بكل وضوح !!
رأيت أن اكتب مقتبساً من لعبة أو تحدي يمارسها الشباب في اليوتيوب وهي بعنوان “لو خيروك”
فقلت في نفسي ..
لو خيروك ، كم سنة تعود للوراء في التاريخ .. وعليك أن تختار سلسلة نسب وحسب تاريخية واحدة ؟
هل تختار مرافقة جدك رقم ٥٠ ثم تبدأ العد التنازلي وتعرف قصة حياة كل جد من أجدادك وتكتب تاريخه وسلالته وتصور الأشخاص والأحداث وترصد السنين التي توالت عليهم حتى اليوم ؟؟
أم انك تختار أن ترافق الأنبياء مثلا منذ موسى حتى رسول الله عليهم السلام وتستمر مع الخلفاء ومن تبعهم وتابعي التابعين ثم البقية من الأحداث .. وتكتب وتصور كل ما شاهدت !
أم أنك ستختار أن تعيش المستقبل بعد ٣٠٠ عام مثلا أو بعد ٤٠٠ عام وتعيش مع أحفاد أحفاد الأحفاد وإن بعدوا ..ثم تعود تدريجيا الى نقطة الصفر التي إنطلقت منها وكأنك أحد أصحاب الكهف تستيقض وتكتب كل ما شاهدت ..وتموت ؟!
إن كنت أخترت الخيار الأول فستضيف للبشرية تصحيحاً عادلاً للتاريخ من ناحية انثروبولوجية في علم الإنسان والأديان والمجتمعات .. إلخ
وإن كنت أخترت الخيار الثاني فسترى من كنت وكيف تغير الخلق إلى تقدم وتطور عجيب فقد ترى أشخاصاً يطيرون في هيئة سوبرمان وباتمان وهي صفة الإنسان الأعلى كما كان يعتقدها “نيتشه” وقد ترى التنقلات عبر مركبات فضائية والاتصالات لم تعد موجودة فبرمز صوتي تستطيع رؤية من تريد وتقابله وتسلم عليه قبل ان يقوم من مقامه أو يرتد إليه طرفه ..
حتماً سترى مالم يسطع عليه صبراً موسى مع الخضر عليهما السلام .
وقد تجد العكس وأن كل شيء إنتهى ولم يعد هناك أي حضارات وترى المجاعة والفقر والموت والتخلف وعبادة الأصنام ؟!
ولكن مالفائدة من هذه أو وتلك ؟!
وما المردود الذي ستضيفه ومالقيم التي ستسهم بتقديمها سوى معلومات وكتب وصور تعبر عن معايشتك ومشاهداتك في كلا الخيارين الرئيسين ؟!
إذاً من أنت ؟ ومن أنا ؟ وماذا نريد ؟
لأن كلا الخيارين يكشفان لك ما قبل العدم ؟!
وما تريده أنت في الواقع هو إكتشاف ما بعد العدم ..اليوم الآخر .الحساب ، يوم البعث.جنة او نار !
فقلت في نفسي يجب أن لا يلام الفلاسفة الألمان امثال نيتشه ، وشوبنهاور وغيرهم من المتشائمين، لأنهم لم يعرفوا الله .
ورأيت ان الهدف الأسمى والأعلى والأعظم هو البحث عن ما ينتظرنا في علم الغيب وما نعده له وما نترقبه بعد البعث .. فهو الأسمى و الأجدر بالاهتمام ..
فاللهم أحسن خاتمتنا وأدخلنا الجنة مع الصديقين والشهداء والأبرار ..واجمعنا بمن نحب في جنة الفردوس الأعلى ياحي ياقيوم ..
بقلم: إبراهيم الزهراني
This site is protected by wp-copyrightpro.com