تقرير د. زينب المطيري ـ الرياض
بدأ المتحف كغرفة صغيرة في منزل صاحبه الشيخ حضيض عائض المطيري رحمه الله عام 1424 هـ. ضمت تلك الغرفة في البداية بعض المقتنيات التراثية الشخصية والتي ورثها مؤسس المتحف عن والده رحمهما الله تعالى. اجتهد بعد ذلك صاحبه في توسعته وجمع النوادر والتراثيات حتى ضاق بها المكان وتطلب الأمر أن يخصص للمتحف مبنى مستقل متكامل بمساحة واسعة تفي بالغرض. بعدها بدأ بناء مقر المتحف الحالي والذي يضم أربع قاعات فسيحة مصممة بطريقة تجمع بين الحداثة والأصالة، وتم افتتاح الموقع الجديد عام 1431 هـ. حصل المتحف على ترخيص الهيئة السعودية العامة للسياحة والآثار كما حصل بذلك على دعم واهتمام المسئولين بالهيئة، وتم تحديد أوقات للزيارة بحيث يستقبل المتحف الزوار على مدار الأسبوع.
استمر صاحب المتحف في التوسعة واضافة المزيد من النوادر والتراثيات حتى توفاه الله عام 1434 هـ. عندها حمل الراية من بعده ابنه عائض حضيض المطيري والذي بذل للمتحف الكثير من جهده وماله حتى أصبح مقصداً لساكني المنطقة وسالكي طريق الهجرة النبوية بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، بل ومقصداً لكل أبناء مملكتنا الحبيبة وزوارها.
تميز الجهد الذي قام به الأستاذ عائض بالتطوير ولفت الانظار للمتحف من خلال تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الالكترونية لاستقطاب الزوار والمهتمين بالتراث من داخل وخارج المملكة العربية السعودية.
تولت الهيئة العامة للسياحة والآثار بتنظيم الزيارات للمتحف كجزء هام من خططها للاهتمام بالتراث، حيث نظمت الهيئة زيارة للرحالة ناصر القحطاني للمتحف ضمن رحلته التي قطعها سيراً على الأقدام على طريق الهجرة بتاريخ 17 جماد الثاني 1437هـ، حيث كان المتحف إحدى المحطات في رحلة الرحالة ناصر القحطاني. كما نظمت الهيئة زيارة للقنصل الياباني ماسايوكي مياموتو وزوجته للمتحف بتاريخ 20 محرم 1439هـ.
كما تقام كذلك في المتحف العديد من الفعاليات والأنشطة مثل احتفالية اليوم الوطني وكذلك احتفالات الأعياد والتي يحضرها عدد من أعيان المنطقة والمسئولين بالمحافظة.
يعتبر المتحف مكان لتجميع وتوثيق المقتنيات النادرة والأثرية لأهل المنطقة حيث تعاون أبناء قرية الحمنة في مرحلة تأسيس المتحف بالتبرع بما يملكون من تراثيات ونوادر وأسلحة قديمة، حتى أصبح المتحف مرجعاً يوثق تلك المقتنيات بحيث تحمل كل قطعة اسم صاحبها الذي تبرع بها مما أضاف قيمة اجتماعية وتاريخية للمتحف فكل قطعة من محتوياته تحمل رسالة للأجيال القادمة بأهمية توثيق التراث والعناية به. بل أن الزائر ربما شعر بروح وذاكرة المكان محفوظة بكل ركن من أركان المتحف مجسدةً بالتراثيات التي رحل أصحابها وبقيت هي، لتخبر من ورائهم بأخبارهم العطرة.
يتميز متحف الحمنة التراثي بموقعه على طريق الهجرة بين المدينة المنورة وجده في قرية الحمنة ببادية الشلالحة مخرج رقم 17، كما يتميز المتحف بتنظيمه الفريد وعرض المحتويات بطريقة متميزة ومرتبة مما يجعل الزائر يستمتع بالتنقل بين أركان المتحف المتنوعة والتي قُسِمَت كالتالي:
This site is protected by wp-copyrightpro.com