بل كيف لنـا أن نستفيـق…؟!!!
كيـف ………….؟!!!!!!!!
ولُقمـة تلو اللُقمـة ..؛ ولعبـة تلو اللُعبـة تُرمـى لنـا لـنلهو بها …كمن يلهوا الطفل بتلك اللُعبـة ..لاهيـاً ، مُلتـهيـاً ، مُبتعداً ، لينشـغلٌ بهـاٌ عنّـا ..
فمـا أن نلهو…بواحدة..حتى تُلقـى إلينـا الاُخرى — حتى لايكون ذلك المُتسع من التفكير والوعي والسؤال — … مُنغمسين بملذاتـها المُريرة ..، غارسي اقدامُنا بوحل عواقبها الخطرة.؛ فنُغـوص بعمقـها ..بعمق بحر لانُدرك خطر عمقـه إلا وقد اُرتمينـا على شطه . …
بعد أن فاضت الروح ..بفيض الدين وسحق الخُلق..، وسلب الصحة..،
لُقمٌ …، لُعبٌ تُرمـى بـأجهزة تكنـولوجيــةٌ مرئيـة كانت أم غير ذلك ، أو حتى بتلك الألعـاب الليزريـة بخطرها الفادح..
بـتقدم جارفٌ جـارا سيلُـة ….جرف العقول فسلب منـها لب الفكر.. وبياضـه..، ومن النفس هدوءهـا ..، ومن الصحـة العافيـة..، ومن الحيـاة الطمأنيـة والآمان..، قاطفـاً للأعيُن أغصان السهد ..،
فقد أصبحنـا حبيسي تلك الأجهزة … لتلك الشاشات الصفيرة..؛
أصبحنا مُدمني، قليلي التفاعُل والفعل ، سطحي الإدراك، مسلوبي لب الفكر..، متوشحــي عبــاءة الألم والتعب بإضطرابات وأمراض ..؛ تعصفُ بنا ريحٌ زهــايـمرية بين الحين والحين..،
أبهرتنـا، أذهلتنـا .. فسعدنـا بسرعة الوصول ولكننا لم نصل ..وبسُرعة الإتصال ولم نتصل …؛
اي نعم لم نصل لنتـصل…….
فقد اختزلنا مـشاعرُنا ، علاقاتُنــا ، روابطُنـا ، أبوتنــا في حروفٌ تُكتب ..، حتى في إجتماعاتنـا فقدنـا الإجتماع ..بإجتماع الأروح فلم نعُد نستشعر ببعضُنـا، تجدنـا تحت سقفٌ واحد ونُنادي على بعضنا البعض بتلك الإجهزة ..،
ضعفت روابطنـا الاُسرية بل تلاشت ولم نعُد نُطيق حتى الجلوس مع بعضنا ..، لم يعُد هُنـاك وقت لطعام يجمعُنـا ،ولا لحوارٌ اُسري ، وإن كان فتكون أجساد بلا روح..،
اهتممنـا بتسجيل اللحظات ..أكثر من اهتمامُنا بروح تلك اللحظات والعيش فيها والإستشعار بها..، نشكوا فقدان اللحظة وغياب الإبتسامـة..
أصبحت تلك اللّحظاتَ ُ اشبه بقصـةٍ أُسطُوريـةٌ بدَايتها شهقةُ الحيـاةِ ونهايتها آآه وألفُ آآه ، بطلاقٌ كان ام تفكُكٌ داخلي اُسري..أم بـضيـاع …
اهتممنـا بذاكرة أجهزتنا..وأهملنا ذاكرتنـا فتجمد الفكر..، تشتتنــا..، فلم نعُد نعي ولانُدرك مـا يدور حولنـا..،
أصبح الإحتياج إليـها كما الإجتياج للهواء والمـاء والمـأكل بل والله لتجدنـا ..صائمي الطعام والعبادة..
تمضى الساعات تلو الساعات على الأجهزة قابعي ، تاركي ماوراءهُم من مسؤوليـات….حتى الهتهم عن كُل شئ وأي شئ وما لنا وماعلينـا حتى عن أنفُسنـا…؛
فألهتنـا عن الحقوق والواجبات ..؛ حقوق وواجبات ربانيـة ، أسرية..، أبويـة..،
مُتنـاسـين أدوارنـا..مُلتهيـن بالعوبة زُجت إلينـا أو لُقمــة لتسد رمق الهوى ، حتى أبناؤنـا لم نعُد لهم ..فمـا عادوا لنـا باحثين عن غيرنـا ليكونوا لهم ..،
لم يعُد هُنـاك اُسر ..لتأسر الروح ،
فقد أسرت أروااحُنا..، فبتنـا نوجد بلا تواجُد..،
أشغلتنـا…
أي نعم أشغلتنـا…فأشتغلت والله بنـا وعلينـا هُنـا و هُنـاك..؛ كما الأمواج المتلاطمـه فتقذف بنـا بعيداً…مباعدة عنـا كُل ماتخلد له الروح وتستكين..
وغسلت أدمغتنـا..، فغُسلت بل طُمست الأخلاق..، القيم..، وسُلبت براءة الطفولـة ..، بـنقاء الروح ..، وصفاءالذهن..،
فلم تعُد هُناك براءة لتلك الطفولـة ..فنجد الطفل ليس بطفل ..والحروف ليست بحروف طِفلٌ ،ولا الكلمات..ِ كلماتِ طفل..،
فقد أرتسمت على وجوههم ذاك الشئ والذي يفوق عمرهم الحقيقي بأضعاف.
.
وإني أتسـأل ..وأتسـأل ألم يأن لنعي ونُدرك مانحنُ فيه ومالهدف من ذلك..، ومنّ المُستهدف ..؟!!منّ ورارءه؟!!!!!!!!!!!!
فإلى متى ياأمـة محمد…..؟!!
متى نستفيق من سُبات عميق..مُتلحفـي بلحافُ اُكـذوبـة الغرب..متوسدي شهد الآعيبهم ..الآعيب سياسـةٌ تُتبع بتقنيات وإستراتيجيات مدروسـة وبفن ، مُشتغلـة على النفس العربية خاصـةٌ ..؛ مُدركـة وبوعيٌ ماهية الأنفُس العربيـة ..!!! فكان الإشتغال على ذلك الجانب النفسي..؛ بحربٌ باردةٌ ..؛ لغزو فكري إعلاميٌ ..؛ بلُعب تكنولوجيــةٌ خُصصت ..خِصيصـاً لأجل ومن أجل ذلك..
فأصبحنـا عُراة مُجردين…مُتجردين من الستر..بستر الخصوصية والخُلق..،
فلا مظلـة تُقينـا …ولا شمس تُدفئنــا ..ولا…ليلُ يسترنـا …
فلم نعُد نملُك زمـام السيطرة حتى ولو على انفُسنـا..
فـ بالعكس فهي من سيطرت علينـا..،ُبل ونُضرب بسياطـها كُل حين ، وفي أي مكان يكون..،
وإني والله بأشد التعجُب لمآل تلك الاُمـة.
أيصل بنـا الحد بأن نُطالب بستر الخُصوصيـة ..، مُطالبةٌ بشرط ..مشروط في عقد زواج مُقدس وممن.؟!!!
من زوج لزوجـة لئلا يكون ذلك الموقع التواصلي ..خوفـاً من كشف مظلة الستر
بـ إختراق الخصوصية فيكون ذلك التعري..
الله أكبر..الله أكبر..
ألهذه الدرجـة وصلنـا ..!!!
أهذا هو الوصـول …والذي إردنَاه..؟!!!
إنعدمَ الآمان ،بإنعدام الخصوصيـة ، بسحق الأخلاق ،حتى الصحـة وبالكاد أن تُفقد. .
ألهذا الحد أصبحنا..، أصبحنـا لانأمن على أسرارُنـا أو بالأصح لانحكُم على حياتنـا الخاصــة ..
فواااااا أسفاه… والله على مافرطنـا في جنب الله…
وإن ذلك من جراء ماكان من تفريط في الدين وإضمحال للإخلاق..
فإلى متـى يااُمـة الأخلاق والقيم ….؟!!!
إلى متى والطبول تُقرع ..؟!!!
إلى متى يتراقُص بنّـا ..كما الدُمى..؟!!!
ونُرمـى بالسهـام ..فاتحي صدورنـا لهـا….؟!!!!
بل للأسف .. نحنُ من نُعين على غرس السهام في عقولنـا قبل قلوبنـا ..
نحنُ من جعلنا اُنفُسنـا كالعوبـة ..يتلاعبوا بنـا كيفمـا شـاءوا ..وأرادوا..
فلستُ ضدّ التكنولوجيـا..ولكن ضدّ ذلك الإستخدام السئ لهـا ..بإنعدام الثقـافة ، وعدم الأخذ بأبعـادها..؛ بسلبياتهـا قبل إبجابياتها..؛ بمدى خطورتـها ..
إلى متى يااُمـة إقرأ… ؟!!!!!
متـى….
فقد بلغ السيـل الزُبى وبلغت القلوب الحناجر…
فهل من لحظـةٌ لنعيِ ونُدرك لمـا يدور حولنـا و لـ أبجديات تلك الحرب لنستفيـق..، ونُفيـق…….؟!!
كريمة الداعور
This site is protected by wp-copyrightpro.com