مؤخراً، أصبحت أقضي بعض الوقت في لعبة لودو التي إنتشرت على الهواتف الذكية وصفحات الفيسبوك مؤخراً، وفوجئت بوجود أشخاص أعرفهم منذ زمنٍ طويل، ولم تجمعني بهم الصدف..أصدقاء الدراسة،
ومن جمعتني بهم الحياة لفترةٍ وجيزة، ولم أستطع قضاء بعض الوقت معهم. كان الأمر ممتعاً للغاية في البداية، بعضٌ من الأصدقاء يكونوا فريق، وتجمعهم اللعبة لفترةٍ لا تزيد عن النصف ساعة، يقوم كلاً منهم بمحاولة الفوز على الفريق الآخر، وتتعالى ضحكاتهم سوياً.. وتطور الوضع حتى أصبحنا نلعب لودو وقد يكون أحدنا هنا، والآخر في النصف الثاني من الكرة الأرضية، وأحياناً لا يجمعنا الوقت لإختلاف التوقيت، أو لإنشغالنا ببعض أمور الحياة، وهنا تكمن المشكلة.. فنضطر لدعوة احد الأشخاص من خارج محيطنا حتى نكمل الفريق، ويالهول ما رأيت وسمعت!! تبدأ اللعبة، ثم تتحول إلى موعد غرامي، يتبادلون فيه الأسماء والجنسيات، والحالة الإجتماعية، ومواقع التواصل الإجتماعي، ولا تنتهي اللعبة إلا بتبادل أرقام الهواتف، ثم تأتي الكارثة الكبرى!! فالبعض منهم، أقولها و بكل أسف، تنقصه التربية والأخلاق.. سب وقذف، وكمٌ هائل من الإهانات والتعليقات المخلة بالأدب، ناهيك عن إستخدام مصطلحات غير لائقة تماما!!
أهكذا أصبحنا!! كل وسيلة للمتعة تستخدم لممارسة أفعال رديئة، مسيئة لمجتمعنا؟؟ كل موقع للتواصل الإجتماعي أصبح وسيلة سهلة للتعرف على الفتيات وقضاء بعض الوقت معهم!!
نحن في الألفية الثانية ياجماعة..وهناك الكثير من المتعلمين والمثقفين، ومن يفخر بهم المجتمع بيننا، لماذا يحرص بعض الشباب على إعطاء صورة سيئة للغاية عنا نحن كعرب، مع العلم بأننا أكثر الشعوب التي تنادي بالتمسك بالقيم والعادات!! هل أصبح التفاخر بالجنسية والنسب هو المقياس الأمثل لأفضلية الأشخاص!! ومالغرض من إستخدام أسوأ الكلمات للتعدي على الغير؟؟ ماذا جرى حتى يشعر البعض بالبطولة عند الإقدام على فعلٍ مشابه؟؟أما آن الأوان أن نرتقي!!
بقلم: غادة ناجي طنطاوي
This site is protected by wp-copyrightpro.com