هذه سحابة بيضاء عابرة تعانق السماء في سلام وهذه يد بيضاء كرم وعطاء وتلك بقايا أوراق بيضاء على ذلك المكتب كتب عليها “متى نعرف بياضها؟ “..
كل عنوان معنون مسطر على صفحات الأوراق يثير مثير الإستجابة ويحرك مشاعر الفضول ورغبة الاكتشاف والمعرفة. .
تلك هي النفس البشرية جسد وروح وكيان نفسي مستقل بحد ذاته وفي داخل تلك النفس تواجد ووجد جزء صغير بحجم تلك الكف الصغيرة ولكن بتوقفه تعلن مراسيم العزاء ومواجع الأحزان، قلب صغير يضخ الدم إلى كل جزء في ذلك الجسد أحمر لونه ولكنه ! أبيض في نقاءه وفي صفاءه وفي نواياه …
لسنا في حاجة لرفع سماعة الإستعلام من دليل النفس عن بعض القلوب التي ضخت سواد الحقد والحسد والبغضاء إلى ذلك العقل الذي بعد ذلك يستحضر ويحضر لغات النفس والقلوب الملبدة بغيوم السواد البشري لينشر غبار النفور والأستنفار والأشمئزاز من بعض البشر له ..
متى نعي ونستوعب وتؤذن مئذنة القلوب في تلك النفس آذان القلوب البيضاء وتقيم صلاة التسامح التي تعد أعظم صلاة لتلك القلوب البيضاء ؟ متى نعرف بياض قلوبنا رغم أنها خلقت بلون أحمر؟ ومتى نكون بشرا بقلوب نقية تقية لاتخبئ في جيوب قلبها إلا لغة التسامح والصفاء مهما أوذيت وتأذت من بعض القلوب البشرية التي ألغت في داخلها منبه الإنسانية والإحترام وسلامة القلب ..
أعلنوا في داخلكم إعلانا لا يحتاج إلى دعاية أستنزاف الأموال ولا إلى دعاية الإعلام ولكنه! يحتاج إلى دعاية القلوب النظيفة السليمة من مواجع الحقد والكره والحسد وأرسموا حروف اعلانكم بمتى نعرف بياضها؟ حتى يوقظ ذلك الإستفهام فينا لغة الإحساس ولغة القلوب البيضاء …
حروف علمتها قلبي وحفرتها في عقلي قبل أن يخطها لكم قلمي وأرسمها في سطري وأنا في يقين تام مؤكد أنكم تحملون شهادات القلوب البيضاء الرسمية التي هي وثائق في تعاملاتكم مع كل القلوب البشرية ..
بقلم : منى الزايدي
كاتبة سعودية
This site is protected by wp-copyrightpro.com