محطات تائهة | د. وفاء ابوهادي
09 فبراير 2021
55
92961

 

ليس من الضرورة أن نكون متوافقين مع أنفسنا فيما نختار أو نكون على صواب.

لكن الأهم من ذلك مدى الاستمرارية في التصالح مع أنفسنا وهذا للأسف الشديد نادراً ما يتطابق مع الظروف التي نُعلق عليها أسباب الخيبة من تلك الاختيارات التي قد تُحِدث فجوةً كبيرة بين ما بنيناهُ بعالمنا الخاص وبين ما صُدمنا من واقع صنعناه بأيدينا دون التريث إلى نداء داخلي أسكناه بكل مالدينا من قوةٍ جبارةٍ لنوهم أنفسنا أننا صواب ، وأننا وجدنا من يستطيع أن يحاكي أرواحنا وقت حاجتها .

وهمٌ كبير ما نصنعه في واقع لا يعترف بالأحلام الوردية الخرساء والتي نوهمها بالبوح في أي وقت ، والحقيقة أننا نساهم في دحر بقايا من مشاعر لا تعوض مكانها عالمنا الخاص حيث لا يوجد للملل والضجر من وجع مكتوم .

نساهم بشكل قاسي على زرع فجوة مابين مساحات نبوح فيها بحرية عن أوجاعنا ونستبدلها بوهم بشرٍ قد نرى فيه عِوَضٌ عن تلك المساحة ونكتشف في لحظات أننا لم نكن غير عابري سبيل في مساحاته وحسب وقتٍ يحمل مسمى معين ولا نقتنع وقتها بخطأ ما اقترفناه في حق تلك المساحة النقية من عالمنا .

وتظل ضرباتٍ موجعة على أبواب فرحنا الموهوم ونقف حيارى ماذا علينا فعله ؟!
هل باستطاعتنا العودة للوراء لنصلح ما أفسدناه من تلك المساحة التي أصبحت تتلاشى وتضمحل ملامحها الحالمة ؟!
أم نستمر في طريق اللامبالاة لوجود مشاعرنا ؟!
كيف نحدد مسار محدد لهذه الحيرة ؟

أعتقد أنه لابد من وقفة صادقة وأن ما يسمى بالحب والمشاعر ماهو إلا سراب أوهمنا أنفسنا بوجوده ، وزادت ثقتنا بتلك اللحظات التي سرعان ما تتلاشى كشابورة صباحية تحمل في ضبابها غبش يحرمنا الرؤيا وبهذا يكون قد تحقق ما أراده واقعاً بشع من طمس رؤيتنا لحقيقة أشخاص لم يكونوا بحياتنا غير (محطات تائهة) ووجع مستمر ونحن من أرتضينا لأنفسنا هذه المكانه.

بقلم : د. وفاء أبوهادي
مستشارة إعلامية وكاتبة

 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com