مدينة جرش تزهو اليوم الجمعة بالعرضة السعودية الأخّاذة رقصة التراث والحضارة والابداع اللامتناهي
28 يوليو 2017
0
108900

العرضة السعودية رقصة الملك والأمراء والمواطنين تتألق في مهرجان جرش بأصوات الطبول ولمعان السيوف

عمّان – بسام العريان وشادية الزغيّر

عندما تحتضن جرش مبدعي المملكة العربية السعودية الشقيقة من شعراء وفنانين ومثقفين ، تُبعث حياة وتنهض أمة ، لأننا سننطلق إلى ربى الفن والثقافة السعودية الأخّاذة الرائعة حيث الحضارة والابداع اللامتناهي .

عشاق الفن التراثي ، سيحظون بجمالية متابعة ” العرضة السعودية ” التي ستقدمها أكبر الفرق الشعبيّة في السعودية ” فرقة الدرعية ” ، ضمن فعاليات مهرجان جرش يوم الجمعة الموافق 28 تموز 2017م ، في الساحة الرئيسية بمدينة جرش الأثرية ، الساعة التاسعة مساء وحتى العاشرة والربع ليلاً .

حيث تعتبر فرقة الدرعية من أكبر الفرق الشعبيّة في المملكة العربية السعودية ، ويتميّز بأدائها أهالي نجد، إذ يبلغ عدد المنتمين لهذه الفرقة 300 شخص، وهي الفرقة التي كانت بدأت نشاطها في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، ويوجد لها مقر هناك وتعمل بصفة رسميّة.

وتقدم الفرقة وصلات شعبيّة أهمها “العرضة السعودية” التي تمّ الاعتراف بها من قبل منظمة اليونسكو كرقصة أولى في المملكة العربية السعودية، إذ تشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة والأعياد واحتفالات المملكة في اليوم الوطني داخل البلاد وخارجها وكذلك عند استقبال ضيوف الوطن والعديد من المهرجانات الدوليّة.

           

           

تعتبر العرضة السعودية –الرقصة الرسمية للبلاد ، وهي الحاضرة الدائمة في كل المناسبات، يشارك الملك والأمراء فيها أدائها الى جانب المواطنين، على أصوات الطبول، ويجدون فيها تعبيراً عن الفرح والسلام، وأيضاً هي أشبه بتجديد الولاء للملك لأنها كانت رقصة الحرب في زمن الحروب.

 

تستحق العرضة النجدية الزهو بها، فهي موغلة في التاريخ المجيد،  و تمثل في جوهرها «المعادل الموضوعي»لمشاعر النصر والعزة والكرامة لدى السعوديين، وبذلك يمكن القول إنها رقصة تؤدى في زمن السلم والحرب ، كما أن تاريخها وأداء الملوك متواتر بدءًا من الملك عبدالعزيز، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أطال الله في عمره، في مهرجان الجنادرية. 

 

كانت تسمى (العرضة النجدية) وتعرف عند حاضرة نجد ، وصفها الملف المقدم لليونسكو، ضمن قائمة صون التراث الثقافي غير المادي بـ (العرضة النجدية، رقص شعبي، ودق على الطبول، وأهازيج شعرية من المملكة العربية السعودية) ، فدخلت العرضة ضمن التراث العالمي، ما جعل المملكة العربية السعودية تدخل لأول مرة في لائحة التراث غير المادي.

 

كانت بدايتها أهازيج الحروب إلا أنها أصبحت تؤدى في أوقات الاحتفالات والأعياد، وتتم على أشعار معينة، كما تتم العرضة النجدية بحركات مهنية باستخدام السيوف، وباستخدام أنواع مختلفة من الطبول، ويقوم مؤدي هذه الرقصة بارتداء الزي الخاص بالرقصة.

 

ارتبطت رقصة العرضة السعودية بفتوحات الملك عبد العزيز وتوحيد المملكة العربية السعودية ، وتعرف بأنها من الرقصات الدالة على الحرب، حيث تستخدم فيها طبول الحرب وإيقاعاته والمبارزة بالسيوف، وتعتبر تمرين فردي للقتال، كما تشارك فيها الخيل، وأهل العقودة الذين يحملوا البنادق ويؤدون الحركات المنتظمة في إطلاق النار.

 

ويذكر أن رقصة العرضة كان يتم استعراضها قبل الخروج إلى الحروب لاستعراض القوة قبل الدخول الى ميدان الحرب ، حيث اكتشف وقتها المحاربون أن الأصوات وحدها لا تكفي لأداء الغرض فأدخلت الطبول ليرتفع الصوت أكثر ويشعرهم بالقوة والحماس.

                             

طريقة أداء العرضة :

يعتمد أداء العرضة على أداء الكورال الذي يكرر بعض الأبيات المعينة ثم تتلوها الرقصة، وتكون الرقصة عبارة عن رفع السيف وتمايل جهة اليمين أو جهة اليسار ثم التقدم بعدد من الخطوات إلى الأمام، ويكون منشدي العرضة في صف واحد، كما تستخدم أنواع مختلفة من الطبول منها الكبيرة والمعروفة باسم طبول التخمير، ومنها الصغيرة والمعروف بأنها طبول التثليث والتي اكتشفت مع العرضة بهدف رفع المعنويات

 

العرضة السعودية في كتب التاريخ:

حظيت رقصة العرضة السعودية باهتمام بالغ من قبل الأدباء والمؤرخين وعلى رأسهم الأديب الكبير عباس محمود العقاد والذي كتب عنها في كتابه ” مع عاهل الجزيرة العربية” وجاء كلماته عن العرضة شاملة لوصفها بالكامل فقال “ومن أحب الرياضات إلى الملك عبد العزيز – رحمه الله – رقصة الحرب التي يرقصها النجديون، وهم مقبلون على الميدان، وهي رقصة مهيبة متزنة تثير العزائم وتحيي في النفوس حرارة الإيمان، ويتفق أحياناً أن يستمع جلالته إلى أناشيدها ويرى الفرسان، وهم يرقصونها فتهزه الأريحية ويستعيد ذكرى الوقائع والغزوات فينهض من مجلسه ويزحزح عقاله ويتناول السيف وينزل إلى الحلبة مع الفرسان، فترتفع حماستهم حين ينظرون إلى جلالته بينهم”.

 

أشهر القصائد التي قيلت في العرضة:

من أشهر القصائد التي قيلت في العرضة والتي تطرب إليها الآذان هي قصيدة الشاعر عبدالرحمن بن سعد بن محمد الصفيان ، والتي تقول :

نـحمد الله جـت على ما تمنى ** من ولي العرش جزل الوهايب

خـبر الـلي طـامعً في وطنا ** دونـها نـثني الى جت طلايب

واجـد الـلي قـبلكم قـد تمنى ** حـربنا لي راح عايف وتايب

يـاهبيل الـراي وين انت انّا ** تحسب ان الحرب نهب القرايب

لـي مشى البيرق فزيزومه انّا ** حن هل العادات واهل الحرايب

كـان ما نجهل على اللي جهلنا ** مـا سـكنا الدار يوم الجلايب

ديــرة الإســلام حـامينهنّا ** قـاصرين دونـها كـل شارب

 وكذلك قصيدة “مني عليكم ياهل العوجا سلام”، للشاعر محمد العوني والتي تقول :
مني عليكم ياهل العوجا سلام
واختص أبو تركي عما عين الحريب
يا شيخ باح الصبر من طول المقام
يا حامي الونيات يا ريف الغريب.

 

وأيضا للشاعر فهد بن دحيم والتي بعنوان ” نجد شامت لأبو تركي :
نجد شامت لأبو تركي وأخذها شيخنا
واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها
لي بكت نجد العذيه تهل دموعنا
بالهنادي قاصرين شوارب قومها
سلام يا شيخ على الحكام صيته رفيع
لين اصطفق في نجد تسكن عقب زلزالها
نمشي براي الله ثم براي أبو الجميع
عبدالعزيز اللي حكم نجد وحمى جالها
يوم خلى السيف يرعف ذبابه
شيخنا سير بنا لاتونا
من سعى بالحرب حنا زهابه.

 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com