إن الشيعة بأصولها ومعتقداتها لم تولد فجأة، بل مرت بمراحل كثيرة ونشأت تدريجياً.. وانقسمت إلى فرق كثيرة.
ولاشك أن التتبع التاريخي والفكري للمراحل والأطوار التي مر بها التشيع يحتاج إلى بحث مستقل، ولكن سنبين في الطرح المبسط عن أصل النشأة وجذورها التاريخية ..
وسنبدأ بطرح بعض رأي الشيعة من مصادرها المعتمدة عندهم، ونترك لك أيها القارئ الحكم في ذلك، مع بعض ردودنا ونقدنا لارائهم .
رأي الشيعة في نشأة التشيع:
لم يكن لهم رأي موحد في هذا، ونستطيع أن نستخلص من آرائهم في نشأة التشيع بما جاءت في كتبهم المعتمدة.
حيث قالوا ..
إن التشيع قديم ولد قبل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه ما من نبي إلا وقد عرض عليه الإيمان بولاية علي ..
وقد وضع الشيعة أساطير كثيرة لإثبات هذا الشأن، ومن ذلك ما جاء في الكافي عن أبي الحسن قال: “ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ووصية عليّ عليه السلام”.
[الكليني/ أصول الكافي: 1/437.].
وجاء في كتاب البحار: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .. يا علي، ما بعث الله نبياً إلا وقد دعاه إلى ولايتك طائعاً أو كارهاً.
[انظر: البحار: 11/60 ، البحراني/ المعالم الزلفى ص: 303 ، وهذه الرواية موجودة في بصائر الدرجات للصفار، وفي الاختصاص للمفيد.].
وفي رواية أخرى لهم عن أبي جعفر قال: إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين بولاية علي.
[المعالم الزلفى ص: 303.].
وعن أبي عبد الله قال: ولايتنا ولاية الله لم يبعث نبي قط إلا بها.
[النوري الطبرسي/ مستدرك الوسائل: 2/195، المعالم الزلفى ص: 303.].
وعقد لذلك شيخهم البحراني باباً بعنوان: باب أن الأنبياء بعثوا على ولاية الأئمة.
[المعالم الزلفى ص: 303.].
وقالوا: ثبت أن جميع أنبياء الله ورسله وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب مجيبين، وثبت أن المخالفين لهم كانوا له ولجميع أهل محبته مبغضين.. فلا يدخل الجنة إلا من أحبه من الأولين والآخرين، فهو إذن قسيم الجنة والنار .
[الكاشاني/ تفسير الصافي: 1/16.].
وجاءت رواياتهم في هذا المعنى في كثير من كتبهم المعتمدة عندهم.
حتى قال .. “الحر العاملي” – صاحب وسائل الشيعة – أحد مصادرهم المعتمدة في الحديث، بأن رواياتهم التي تقول .. بأن الله حين خلق الخلق أخذ الميثاق على الأنبياء تزيد على ألف حديث [الفصول المهمة ص: 159.].
ولم تكتف مبالغات الشيعة بالقول بما سلف، بل قالت بأن. .. “الله عز اسمه عرض ولايتنا على السماوات والأرض والجبال والأمصار”.
[النوري/ مستدرك الوسائل: 2/195.].
ولهذا قال شيخهم هادي الطهراني – أحد آياتهم ومراجعهم في هذا العصر .. “تدل بعض الروايات على أن كل نبي أمر بالدعوة إلى ولاية علي، بل عرضت الولاية على جميع الأشياء فما قبل صُلح، وما لم يقبل فسد”.
[هادي الطهراني/ ودايع النبوة ص: 155.].
وهناك رأي آخر مما يزعم به بعض الروافض في القديم والحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي وضع بذرة التشيع، وأن الشيعة ظهرت في عصره، وأن هناك بعض الصحابة الذين يتشيعون لعليّ، ويوالونه في زمنه صلى الله عليه وسلم.
يقول الشيخ سعد بن عبد الله القمي شيخ الطائفة الشيعية وفقيهها ووجيهها، (المتوفى سنة 229-301)، “فأول الفرق الشيعة، وهي فرقة علي بن أبي طالب، المتسمون بشيعة علي في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وبعده. والمعروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته، منهم المقداد بن الأسود الكندي، وسلمان الفارسي، وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، وعمار بن ياسر .. وهم أول من سمو باسم التشيع من هذه الأمة.
[المقالات والفرق ص: 15.].
ويقول محمد حسين آل كاشف الغطا (المتوفى سنة 1373ه) .. إن أول من وضع بذرة التشيع في حقل الإسلام هو نفس صاحب الشريعة، يعني أن بذرة التشيع وضعت في بذرة الإسلام (( يلاحظ أن هذا اعتراف منه بأن بذرة التشيع غير الإسلام ))، جنباً إلى جنب، وسواء بسواء، ولم يزل غارسها يتعاهدها بالسقي والري حتى نمت وازدهرت في حياته، ثم أثمرت بعد وفاته.
[أصل الشيعة: ص 43.].
وقال بهذا الرأي طائفة من الشيعة المعاصرين أيضاً.
[انظر: محسن العاملي/ أعيان الشيعة: 1/13، 16، محمد جواد مغنية/ الاثنا عشرية وأهل البيت ص: 29، هاشم معروف/ تاريخ الفقه الجعفري ص: 105، الوابلي/ هوية التشيع ص: 27، الشيرازي/ هكذا الشيعة ص: 4، محمد الحسني/ في ظلال التشيع ص: 50-51، الزين/ الشيعة في التاريخ ص: 29، 30، المظفر/ تاريخ التشيع ص 18، الصدر/ بحث حول الولاية ص: 63، أحمد تفاحة/ أصول الدين: ص 18، 19.].
وهناك رأي آخر لنشأة الشيعة حيث يقول آيتهم ومجتهدهم الأكبر في زمنه محمد حسين آل كاشف الغطاء: “… ولم يكن للشيعة والتشيع يومئذ (في عهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما) مجال للظهور، لأن الإسلام كان يجري على مناهجه القويمة…”.
[أصل الشيعة: ص 48.].
وبمثل هذا اعتراف شيخهم الآخر محمد حسين العاملي، فقال: “إن لفظ الشيعة قد أهمل بعد أن تمت الخلافة لأبي بكر، وصار المسلمون فرقة واحدة إلى أواخر أيام الخليفة الثالث”.
[الشيعة في التاريخ ص: 39-40.].
وبهذا نجد أمامنا عددة أراء من قبل مشايخ الشيعة السابقين والمعاصرين يختلفوا في نشأة معتقداتهم الشيعية.
وأننا في هذا الطرح الذي أمامنا نرد ما في كتبهم، حيث هناك من الآراء والمعتقدات ما يكفي في بيان فسادها مجرد عرضها، وهذا الرأي من هذا الصنف، إذ إن فساده وبطلانه من الأمور المعلومة بالضرورة، وكتاب الله بين أيدينا ليس فيه شيء من هذه المزاعم.
لقد كانت دعوة الرسل عليهم السلام، إلى التوحيد لا إلى ولاية علي والأئمة كما يفترون ويدعون.
قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَاْ فَاعْبُدُونِ}. [الأنبياء، آية: 25.].
وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}.
[النحل، آية : 36.].
فكل رسل الله وأنبيائه كانوا يدعون قومهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
فقد قال نوح، وهود، وصالح، وشعيب عليهم السلام، لقومهم: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}.
[الأعراف، آية: 59، 65، 73، 85.].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ” أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله…”.
[رواه البخاري في كتاب الإيمان، باب: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} (1/11)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله (1/51-52)، وغيرهما.].
وعن ابن عباس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال: «إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل…”.
[رواه البخاري ومسلم بألفاظ متقاربة، وما ذكر لفظ مسلم، انظر: صحيح البخاري كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة (2/108)، وصحيح مسلم كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين (1/50-51).].
فلم يرد في السنة الصحيحة إلا ما ينقض هذا الرأي، ( في نشأة الشيعة وولاية علي رضي الله عنه )، كما أن “أئمة السلف متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان”.
[شرح الطحاوية ص: 75.].
فأين ما يزعمون من أمر ولاية عليّ؟
وإذا كانت ولاية “عليّ رضي الله عنه” مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، فلماذا ينفرد بنقلها الروافض، ولا يعلم بها أحد غيرهم؟.
ولماذا لم يعلم بذلك أصحاب الديانات؟.
بل لماذا لم تسجل هذه الولاية في القرآن وهو المهيمن على الكتب كلها، والمحفوظ من لدن رب العزة جل علاه؟!.
إذاً إن هي إلا دعوى بلا برهان، والدعاوى لا يعجز عن التنطع بها أحد إذا لم يكن له من دينه أو عقله أو حيائه ما يحميه.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “وهذه كتب الأنبياء التي أخرج الناس ما فيها من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ليس في شيء منها ذكر عليّ، وهؤلاء الذين أسلموا من أهل الكتاب لم يذكر أحد منهم أنه ذكر عليّ عندهم، فكيف يجوز أن يقال .. إن كلاً من الأنبياء بعثوا بالإقرار بولاية علي، ولم يذكروا ذلك لأممهم، ولا نقله أحد منهم”.
[منهاج السنة: 4/64.].
وكيف تتطاول هذه الأساطير على الأنبياء فتزعم أن آدم عليه السلام، وبقية الأنبياء، قد تركوا أمر الله في الولاية؟!.
إن هذا إلا بهتان عظيم، فالولاية باطلة والافتراء على الأنبياء باطل.
ومن المفارقات العجيبة، ذلك الغلو الذي لا يقف عند حد في مسألة عصمة الأئمة.. وهذا الجفاء في حق صفوة الخلق وهم الأنبياء، أليس ذلك دليلاً على أن واضعي هذه الأساطير هم قوم قد فرغت عقولهم ونفوسهم من العلم والإيمان، وشحنت بالحقد والتآمر على المصلحين والأخيار، وأرادوا الدخول على الناس لإفساد أمرهم من طريق التشيع؟.
بل إنه لا يتجرأ على مثل هذه الافتراءات إلا زنديق.
وكأنهم بهذه المقالة يجعلون أتباع الأئمة أفضل من أنبياء الله لأن الأتباع اتبعوا، والأنبياء تركوا، إن هذا لهو الضلال المبين..
لقد أخذ الله الميثاق على الأنبياء عليهم السلام، لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه، هكذا قال ابن عباس رضي الله عنه.
[انظر: تفسير الطبري: 6/557 وما بعدها (من الأجزاء المحققة).] وغيره.
قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ}.
[آل عمران، آية: 81.].
فكأن هؤلاء أرادوا كعادتهم أن يجعلوا ما للنبي صلى الله عليه وسلم هو من حق عليّ، ثم إن الإيمان بتفصيل ما بعث به محمد لم يؤخذ عليهم، فكيف يؤخذ عليهم موالاة واحد من الصحابة دون غيره من المؤمنين ؟!.
وأين عقول هؤلاء القوم الذين يصدقون بهذه الترهات ..!
كيف يؤخذ على من قبلنا من الأنبياء وأممهم الميثاق على طاعة “علي في إمامته “.
هذا كما قال شيخ الإسلام كلام المجانين، فإن أولئك ماتوا قبل أن يخلق الله علياً فكيف يكون أميراً عليهم؟!.
وغاية ما يمكن أن يكون أميراً على أهل زمانه، أما الإمارة على من خلق قبله، وعلى من يخلق بعده، فهذا من كذب من لا يعقل ما يقول، ولا يستحي مما يقول..
وهذا من جنس قول ابن عربي الطائي وأمثاله من ملاحدة المتصوفة الذين يقولون: إن الأنبياء كانوا يستفيدون العلم بالله من مشكاة خاتم الأولياء والذي وجد بعد محمد بنحو ستمائة سنة، فدعوى هؤلاء في الإمامة من جنس دعوى هؤلاء في الولاية، وكلاهما يبني أمره على الكذب والغلو والشرك والدعاوى الباطلة، ومناقضة الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة”.
[منهاج السنة: 4/78.].
وأخيراً .. سنقول أن التشيع لعلي رضي الله عنه واللبنة الاولى للتشيع والشيعية، بدأ بمقتل أمير المؤمنين الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
يقول ابن حزم: “ثم ولي عثمان، وبقي اثني عشر عاماً، وبموته حصل الاختلاف، وابتدأ أمر الروافض”.
[الفصل: 2/8، وبمثل قول ابن حزم هذا قال طائفة من العلماء والباحثين مثل: الشيخ عثمان بن عبد الله الحنفي صاحب الفرق المتفرقة بين أهل الزيغ والزندقة (انظر: الفرق المفترقة ص :6).].
وأن الذي بدأ غرس بذرة التشيع هو عبد الله بن سبأ اليهودي.
[عبد الله بن سبأ رأس الطائفة السبئية وكانت تقول بألوهية علي، كما تقول برجعته وتطعن في الصحابة… أصله من اليمن وكان يهودياً يتظاهر بالإسلام، رحل لنشر فتنته إلى الحجاز، فالبصرة فالكوفة، ودخل دمشق في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه، فأخرجه أهلها، فانصرف إلى مصر وجهر ببدعته.
قال ابن حجر: “عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ضال مضل، أحسب أن علياً حرقة بالنار”.
وقد تكاثر ذكر أخبار فتنته وشذوذه وسعيه في التآمر هو وطائفته في كتب الفرق والرجال والتاريخ وغيرها من مصادر السنة والشيعة جميعاً.
انظر في ذلك: الرازي/ اعتقادات فرق المسلمين ص: 86، ابن حجر/ لسان الميزان: 3/289، ابن عساكر/ تهذيب تاريخ دمشق: 7/431، تاريخ الطبري:77، ابن كثير/ البداية والنهاية: 7/167، ابن خلدون).
ومن مصادر الشيعة: الناشئ الأكبر/ مسائل الإمامة ص 22-23، القمي/ المقالات والفرق ص: 20، النوبختي/ فرق الشيعة ص: 22، وأورد الكشي عدة روايات في ابن سبأ (رجال الكشي، انظر الروايات رقم: 170-171، 172، 173، 174، من ص 106-108)، ابن أبي الحديد/ شرح نهج البلاغة: 2/308.].
والذي بدأ به ابن سبأ حركته في أواخر عهد عثمان رضي الله عنه، وأكد طائفة من الباحثين القدماء والمعاصرين على أن ابن سبأ هو أساس المذهب الشيعي والحجر الأول في بنائه.
[انظر – مثلاً – : ابن تيمية الذي يعتبر ابن سبأ أول من أحدث القول بالعصمة لعلي، وبالنص عليه في الخلافة، وأنه أراد إفساد دين الإسلام، كما أفسد بولس دين النصارى (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية/ جمع عبد الرحمن بن قاسم: 4/518).
وكذا ابن المرتضى في كتابه المنية والأمل ص: 125، ومن المعاصرين – مثلاً – أبو زهرة الذي ذكر أن عبد الله بن سبأ هو الطاغوت الأكبر الذي كان على رأس الطوائف الناقمين على الإسلام الذين يكيدون لأهله، وأنه قال برجعة علي، وأنه وصي محمد، ودعا إلى ذلك.
وذكر أبو زرهة أن فتنة ابن سبأ وزمرته كانت من أعظم الفتن التي نبت في ظلها المذهب الشيعي.
(انظر: تاريخ المذاهب الإسلامية: 1/31-33).
وقال سعيد بن محمد الأفغاني باحث ونحوي سوري، والذي ولد عام 1327-1909، والذي يرى أن ابن سبأ أحد أبطال جمعية سرية (تلمودية) غايتها تقويض الدولة الإسلامية، وأنها تعمل لحساب دولة الروم.
(انظر: عائشة والسياسة ص: 60)، وانظر: القصيمي في الصراع: 1/41.].
واليوم نبتت نابتة اخرى من شيعة العصر الحاضر تحاول أن تنكر وجود ( أبن سبأ ) بجرة قلم دون مبرر واقعي، أو دليل قاطع.
[وهو: مرتضى العسكري في كتابه “عبد الله بن سبأ..” ص: 35 وما بعدها.].
بل ادعى البعض منهم أن عبد الله بن سبأ هو عمار بن ياسر الصحابي الجليل.
[وهو: علي الوردي في كتابه (وعاظ السلاطين) ص: 274، وقلده في هذا الشيعي الآخر: مصطفى الشيبي في كتابه (الصلة بين التصوف والتشيع) ص: 40-41، ويرى الأستاذ علي البصري أن الوردي هذا مقلد للأستاذ هدايت الوحكيم الهلي أستاذ بجامعة لندن في تلك الآراء والذي نشرها في كتابه: “تخس إمام” أي: الإمام الأول. وأن الوردي قام بنشر ترجمتها تقريباً في كتابه “وعاظ السلاطين”.
(انظر: مجلة الثقافة الإسلامية/ بغداد/ العدد (11)، السنة الأولى، مقال علي البصري بعنوان “من طلاب الشهرة علي الوردي”).].
وهذه الدعوى هي محاولة أو حيلة لتبرئة اليهود من التآمر على المسلمين..
كما هي محاولة أو حيلة لإضفاء صفة الشرعية على الروافض..
والرد على دعوى خصومهم برد أصل التشيع إلى أصل يهودي.
وقد اتفق القدماء من أهل السنة والشيعة الوسطية، على السواء على اعتبار ابن سبأ حقيقة واقعية، وشخصية تاريخية، فكيف ينفى ما أجمع عليه الفريقان؟!.
أما القول بأن ابن سبأ هو عمار بن ياسر فهو قول يرده العقل والنقل والتاريخ، وكيف تلصق تلك العقائد التي قال بها ابن سبأ بعمار بن ياسر، وهل هذا إلا جزء من التجني على الصحابة والطعن فيهم، والذي هو من مكنونات الروافض والشيعة؟!.
بقلم الباحث عن تاريخ الروافض
الدكتور محمد أنور تركستاني
١٤٤٠/١٠/٠٧
This site is protected by wp-copyrightpro.com