انتشرت في الآونة الأخيرة بعض الأفعال التي لا تناسب الكبار، واقصد هنا الكبار، ليس كبار العمر ولا كبار القيمة والقامة ولكن كبار الرتب والمناصب، دون مراعاة لعمرهم او لذويهم او لم تبوئوا إليه من رتب ودرجات مهنية، فنجد ان الرجل الذي يحتل منصبًا أو لديه معارف وأصدقاء استغلال هذه الميزة للتقرب إلى السيدات جميعهن، ولا مانع ان تكون فتاة عشرينية أو ثلاثينية، ويبدأ هذا الشخص بالتقرب إلى الضحية ونسج شباك الود حولها لتقع فريسة لذلك المريض النفسي، هذا الشخص الذي سيكون سببًا لتدمير كيان امرأة لم تقترف اي ذنب سوى أنها وثقت به وصدقت كلماته ، والثقة كما نعلم شعور ثمين بداخل كل انسان ومن المفترض اننا لا نمنحه الا لمن يستحق ولعل انخداعنا في المظاهر وخاصةً من يرتدي رداء التقوى يجعلنا نحيد عن الطريق الصحيح ولأن المرأة بفطرتها عاطفية وتتأثر بجميل الحديث فتبدأ بنثر بذور الثقة في القلوب الجرداء وللأسف تلك القلوب لا تجني منها سوى الأشواك التي ستدمي القلب وربما تقتل الروح، تبدأ عاطفة القلب تسيطر على رجاحة العقل رافضة اي شك في النوايا تجاه هذا الشخص وهنا تسأل نفسها، لماذا يقدم لي المساعدة بدون مقابل؟ وعلى الفور تقنع عقلها ان ليس لديها ما تقدمه له مقابل مساعدته وتحت تأثير مخدر كلمات الإطراء والثناء تصدق هذا المتلون وتؤمن بكينونته، وهي لا تعلم أنه يرسم طريقًا للوصول إلى هدفٍ ما، هذا الهدف الذي نعلمه جيدًا، هؤلاء الذئاب البشرية يفتقرون المشاعر العاطفية ولديهم جفاف عاطفي لأسباب خاصة ومختلفة، يبحثون عن امرأة لممارسة الحب وتداول الكلمات بينهما بعدما تقع تلك المغيبة في هذا الفخ الذي أعده لها هذا السفيه وتبدأ رحلة السقوط، كلمة فابتسامة فإطراء فمهاتفة فتلميح ثم التصريح، وتحت تأثير سرد الحكايات الوهمية عن حياته الشخصية وهو يبدع في وصف حالته كم هو معذبًا وقليل الحظ، لم يحالفه الحظ في اختيار شريكة الحياة وان زواجهما كان زواجًا تقليديًا وبالطبع نعرف باقي الحكاية، تلك الاسطوانة التي تتكرر من كل شخص يماثله
(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ⬜ كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)
وتأتي الخطوة الثانية وهي استدرار العطف بدموع التماسيح واللعب على هذا الوتر الحساس لدى المرأة وهو وتر العاطفة،
(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)
وهنا تأتي دور الضحية التي ستقرر ان تمنحه كل ما هو بحاجة إليه من عاطفة وحب، ثم يأتي الفصل التالي من الرواية الغيرة وتفاقم المشكلات وتبادل الإهانات، وتتسع الفجوة تدريجيًا بعد أن قام دراكولا برشف دمائها قطرة قطرة.
وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ.)
ويا لخيبة الأمل حين تكتشف انها اسائت الاختيار في تلك الفترة ستتغير أشياء كثيرة في حياة المرأة،سيصاحبها الأرق والضغط النفسي والحزن لأنها انحرفت عن الطريق السليم وابتعدت عن الله ونسيت ان الطريق إلى الله هو السبيل الوحيد للنجاة الا ان يقوم هذا النذل بخط اخر سطر في الرواية وهو التخلي عنها لأنها لم تعد صالحة لتكملة ما ينقصه، فيقرر الرحيل والبعد دون سبب مقنع ، بل سيلقي اللوم عليها ويتهمها بأشياء من وحي خياله ليقنع نفسه بالرحيل وفي غضون أيام او شهر على الأكثر ستكتشف تلك المرأة اندراجه في علاقة أخرى مع امرأة أخرى ويبدأ معها نفس البداية ومؤكد ستنتهي نفس النهاية، التلاعب بمشاعر المرأة جريمة لا يحاسب عليها القانون البشري على الرغم من إنها تعادل خيانة الوطن وتترك جُرحًا يصعب مداواته والأغرب ان الرجل يفعل كل ذلك و يخرج من تجربة لأخرى لأنه ضعيف القلب ورديئ الفكر ويبدأ في تكرار الكرة تحت مسمى الحب، يقتلهن مع سبق الإصرار.
بقلم : إيمان عنان ــ مصر
This site is protected by wp-copyrightpro.com