مناهجنا تحتاج الى نظرة شاملة | عيده الاسمري 
11 مارس 2018
2
154440

جديت واجتهدت سنوات عديدة كلفت نفسي فوق طاقتها حتى احصد التفوق وحصدته بعد معاناة سنين ثم ماذا بعد؟؟!!
طرقت ابواب الوظائف فطلبوا مني اعادة اختبار ماسبق في مرحلة قياس وكأن سنوات عمري السابقة ذهبت دون جدوى ولكن لم أبالي واختبرت وتجاوزت بفضل المولى جل في علاه وعاودت التقديم فلم يقتنعوا بما انجزت وطلبوا مني اختبار تحريري خاص من انتاجهم هم ..تضرب بي الأمواج يمنة ويسرة ولكن لم يضرني قوة تحديهم بل انجزت وتجاوزت كذلك بفضل من وسعت رحمته كل شي ولكن البشرية الحمقاء وقفت ضدي وطلبوا مني بعد تلك المحن والآهات اختبار مقابلة وجهاً لوجه لم أبه بهم واجهتهم وكلي قوة وتحدي وطموح لاينفد فلم يشفع لي تفوقي و لم تسعفني عزيمتي ولم تنقذني مواهبي وإنما جبروت هؤلاء البشرية حطم مجاديفي وحال بيني وبين القبول .. لا أعلم هل فيتامين واو أصبح ضرورة لانستغني عنها في جميع مجالات الحياة إذن هونوا علينا منذ البداية واطلقوها بكل صراحة لاقيمة لتفوق مع فيتامين واو .. خُذلت من جميع الأطراف لأني لا أملك فيتامين واو ولا أطيقه .. ساخلص عمل لله مهما تأخر الفرج فإن بعد العسر يسرا .. مهما خذلنا المسؤولين الكبار في الدنيا فوالله لن يخذلنا من نحن في كنفه وهو على كل شئ قدير .. هي الدنيا امتحان واختبار (وبشر الصابرين) .. ولكن ثمة وقت جلست فيه مع نفسي اتأمل ما درسته مسبقاً ومالذي استفدته في حياتي فوالله وتالله ان مناهجنا تحتاج لنظرة عالم عاقل متدبر متيقن لحقيقة تلك الفوائد التي تنفعنا في دنيانا واخرتنا .. لنقف سوياً ومعاً ونتأمل مناهجنا سابقاً وحالياً بعين الحقيقة والقناعة التامة اركز هنا على الحفظ المطلوب منا وليس الاطلاع فحسب!!
مالذي استفدته من حفظي لعدد سكان الدولة الفلانية ومساحتها وجوها رغم أن قوقل معلمنا سهل التناول والتجاوب عن اي دولة أجهلها قبل زيارتها وهل حفظي لابيات ذاك الشاعر واسمه وبياناته مطلب شرعي لابد منه بل وهل فك رموز المعادلات الرياضية تشفع لي يوم القيامة وهل ترجمتي لنص انجليزي كلفني الكثير من وقتي جعلني افقه لغتهم الاجنبية بل سنوات مديدة درستها ولم اخرج من هذه اللغة بفائدة سوى وت زيور نيم؟
فهل حفظي لهذه المعلومات أمر شرعي واجب وهل جهلي لها يترتب عليها عواقب وخيمة؟
أمي أميه لاتكتب ولاتقرأ ولكنها حفظت بعض آيات الله تعالى وصلت خمسها وصامت فرضها وأطاعت ربها وأصبحت أفضل ممن يجهل دينة والعاقبة للمتقين
منذ بلغت السابعه من عمري حتى تجاوزت الجامعه وأنا في معاناة لبلوغ التفوق وحصد اعلا درجات التميز وبعد أن حققتها أوصدت الأبواب أمامي وأصبحت احتضن وسادتي واكتب عليها ليتني تعمقت فيك الراحة منذ طفولتي ولكن لم أكن أعلم أن حصاد الجد والاجتهاد هي أنتي فقد ذبلت زهرة شبابي ومضى عمري وانا انتظر وظيفتي وحانت راحتي في عمر الأربعين
أفنيت طفولتي وشبابي في تعلم مالايفيدني .. جُلّ وقتي وأنا احفظ معلومات وبيانات ذاك الرجل الميت والعدد الذي يتغير مابين حين وآخر وطقوس وأجواء دول العالم وكأني خلقت لإحصاء كل مايدور في الفلك الأرضي بدلاً من الغاية الحقيقة من الخلق (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)

بقلم : عيده الاسمري 
كاتبة وباحثة 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com