من الجميل أن تتنازل عن بعض الأمور والقناعات لأجل شخص ما تجده لك ناصحاً نصوحا في إثناءك عن ما عملت أو ما سوف تعمل, ومن الأجمل أن تقتنع من تلقاء نفسك للرضوخ لمن أراد إسداء النصح لك !
وقد تنظر لبعض الأمور من زاوية ضيقة وترى أنك على صواب, بينما الشخص الناصح لديه فلسفة خاصة تأتي من تجاربه وحنكته في الحياة, مما يجعله يسديك النصيحة الصادقة, بعد النظر والتمعن للأمور من عدة زاويا مثل الزاوية القائمة والمنفرجة والحادة ..
وجرت العادة عند احتياجك للنصيحة والوعظ يقوم أقرب الناس إليك بتقديم النصائح المجانية بدون تكلّف, فهم خير معينين لك في حياتك مثل الزوجة والإخوان والأخوات والأصدقاء الذين تتحزم فيهم وقت الشدائد.
وقد يكون الناصح رئيسك المباشر أو مديرك في العمل, في زمن لا تجد فيه مديراً يعطيك القليل من وقته بحكم انشغاله بالمسؤوليات من جهة, والنظرة العامة لعمل حواجز لبعض الموظفين لأمر في نفسه, إضافة للنظرة الفوقية بوضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها .. وفي نظره أن الكرسي لا يدور, وأن المنصب سيكون حكراً عليه !! بينما ولاة الأمر مكاتبهم مفتوحة لجميع المواطنين !
وإذا تعرضت للظلم وتكالبت عليك الظروف القهرية في العمل من قبل رؤساء ومدراء سابقين, ولم تأخذ أبسط حقوقك العملية وتم نقلك إجباريا لموقع آخر, بالتالي سوف يصيبك قهر الرجال وتتدهور حالتك النفسية والصحية وقد تصاب بالضغط والسكري !
ومن خلال تجارب وخبرات السابقين نستنتج أن المدير الخِضمّ الناصح يعتبر عملة صعبة بسبب النظرة العملية البحتة, وكلنا نسمع بالمستحيلات الثلاث وهي : ((الغول والعنقاء والخل الوفي)), وأضفت عليها من منظوري وفلسفتي الخاصة “المدير الناصح” !!
لذا نجد في بعض الأحيان أننا يجب أن نغير بعض القناعات سواء في حياتنا الخاصة أو العملية, وخصوصاً إذا صادفنا مدير ناجح في العمل يضع مخافة الله في المقام الأول, ويعاملك بكل شفافية كأخ قبل أن يكون رئيساً, وهذا المدير قدم لتحسين بيئة ومنهجية العمل, وجمع بين الأخلاق الحميدة والقيادة والعدالة بين الموظفين .
عندها يجب أن تعي أخي الموظف المغلوب على أمره أن توكل أمرك لله, وأن تضع ثقتك بالله ثم في مديرك الجديد, وثق تماماً أن الله يريد لك الخير, وسوف يتغير الحال لأحسن حال, ويجب عليك الخروج من تلك الأزمة أقوى وأكثر تصميما على النجاح .
قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
يجب عليك أخي الموظف أن تفتح صفحة عملية جديدة وأن تنسى الماضي وتركز على الإبداع في عملك الجديد, وأن تعيد النظر في مقولة ” دع عملك يتحدث عنك”, فهي البلسم الشافي لك, وقد تجد ضالتك المنشودة في إدارتك الجديدة في أخذ ما كنت تتمناه من طموحات .
وإذا قُدمت إليك بعض النصائح من مديرك الجديد لردة فعلك وتضجرك من الوضع السابق , فيجب عليك أن تتقبلها بصدر رحب وأن تعمل بها حتى لو كان هناك خدش لبعض كبريائك , فمن أجل عين تكرم مدينة !!
طارق مبروك السعيد
This site is protected by wp-copyrightpro.com