منذ قرابة العشر سنوات او اكثر قليلاً قامت وسائل التواصل الاجتماعي بدور واضح في تثقيف المجتمع ونشر الكثير من العادات الصحية والسليمة في شتى المجالات. فعلى سبيل المثال وليس الحصر أصبح الكثير من الناس على دراية مثيرة في قضايا تمس حياتهم اليومية كأهمية ممارسة الرياضة. وفي هذا الصدد ومن منطلق ايمان المسؤولين بأهمية الرياضه قاموا برعاية حملات التوعية لممارسة الرياضة في الاماكن العامه و نشرها في مواقع التواصل لتثقيف المجتمع .
لكن، هل كانت لتغني وسائل التواصل الاجتماعي عن الممارسة الفعلية ؟ الاجابة لا يمكن التشكيك فيها وهي طبعاً لا.
يظهر ذلك جلياً في مناقشة امور الرعاية الصحية والطبية بشكل عام. تلك الايام اصبح للكثير من الزملاء حسابات في تويتر و الأغلب منهم يحرصون علي زيادة الوعي لدي المجتمع و دائماً ينشرون ما هو الجديد في علاج بعض الأمراض المنتشرة في وطننا ولهم جزيل الشكر على ذلك.
وعلى الجانب الاخر فانه تظهر بعض السلبيات التي أراها في بعض المعلومات التي يتم نشرها. فمثلا عندما يتم تداول خبر عن موافقة هيئة الغذاء والدواء الامريكيه على علاج جديد او البدء في اجراء بحث علي علاج جديد في الولايات المتحدة. فانهم بحسن نية يتسابقون للتغريد بهذه الأخبار والتي تعطي المريض امل غير حقيقي – على الاقل في الوقت الحاضر – ان هناك علاج جديد وتجد المريض يبدأ في الاستفسار عن العلاج و انا اعرف مرضي أرادوا ان يسافروا للحصول علي احد تلك العلاجات ورغم ان لدينا علاج مماثل له ولكن صناعة شركه اخري.
لذلك لا ارى اي جدوى من نشر وتغريد ما هو ليس متاح باسواقنا وذلك رحمةً بنا وبالمرضي والانتظار حتي يتم توفيره بالسعوديه. فمازلت اتذكر بان علاج الجلوكوفاج تمت الموافقة عليه من قبل هئية الغذاء و الدواء الامريكيه في عام ١٩٩٧ م و تمت الكتابه عن هذا الخبر في احدي الصحف السعوديه بانه علاج جديد وبشري لمرضي السكري رغم ان هذا العلاج متوفر في السعوديه من الثمانينات.
و اخيراً فان من سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي ان بعض المرضى يتخذونها كعيادة فيرسلون شكواهم الى طبيب ويطلب منه العلاج. مع العلم ان تشخيص اي مرض يعتمد علي الشكوي وتحليلها و من ثم الفحص الاكلينيكي ومن ثم الفحص المخبري او الإشعاعي اذا تطلب الامر ذلك. و من ثم يبدأ العلاج بعد التشخيص وهذا لايمكن توفره عن طريق تويتر او الواتس اب ولكن هناك فائده عظيمه عندما يتم تشخيص المريض وبدء العلاج فيمكن متابعة تطور الحاله او اذا كان هناك اي تأثير سلبي من العلاجات وايضا متابعة التحليل المنزلي مثل تحليل السكر ومراقبة الضغط فهذه تعطى راحه للمريض بان هناك تواصل مستمر وانا مع الطبيب الذى يعطي المريض طريقه للتواصل معه.
ورغم الفوائد العظيمه من وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة الوعي الصحي هناك معلومات كثيره خاطئة. وللاسف تنتشر بسرعه وأحيانا مصدرها بعض الأطباء ففي الفتره الاخيره انتشرت فيديوهات مثلا عدم الفائده من علاج الكلسترول او علاج السكر بأوراق الشجر وهذه المعلومات لها تأثير سلبي ولذا ننصح الجميع بأن ليس كل معلومه تنتشر في الواتس اب او تويتر بصحيحه و لابد التأكد من المصدر.
البرفسور عبدالرحمن الشيخ
استشاري الغدد الصماء والسكري جامعة الملك عبدالعزيز
رييس الجمعيه السعوديه
العلميه لداء السكري
Drsh1409@gmail.com
This site is protected by wp-copyrightpro.com