منذ قديم الأزل شغلت المرأة الحيز الأكبر من إهتمام المجتمع، و اتخذ هذا الإهتمام أشكالاً عدة معتمداً على ثقافة الحقبة الزمنية آنذاك .. بدايةً من عصور الجاهلية، مروراً بعصر صدر الإسلام وصولاً إلى رؤية ٢٠٣٠، نجد أن المرأة مرت بعدة مراحل !!
أولها عادات قبلية اقتضت وئدها، تلتها مرحلة تكريم لمكانتها في المجتمع بظهور الإسلام الذي خول لها حقوق في بعض القضايا الإجتماعية، حتى وصلنا إلى عصر الأمير محمد بن سلمان العصر الذهبي للمرأة السعودية.
فقد قامت رؤية ٢٠٣٠ بتبني المرأة السعودية بشكلٍ خاص لأنها نصف المجتمع و منحتها أدواراً تنموية فعالة لتحقيق نجاحات لطالما حلمت بها على الصعيدين الإقليمي و العالمي ولم تستطع تحقيقها بسبب عوائق التحديات الإجتماعية التي ضيقت عليها الخناق لفترةٍ طويلة، و على الرغم من ذلك فقد أثبتت جدارتها بتحقيق إنجازات محلية و دولية.
ظهرت أولها أجتماعياً في قيادة السيارة، إسقاط قانون المحرم في حالة الإبتعاث الخارجي، محاربة العنف الأسري و الحد من ضحاياه .. تلاها عالم الترفيه بصدور قرار يسمح للمرأة بالدخول إلى الملاعب الرياضية لمشاهدة المبارايات و السماح لها أيضاً بحضور فعاليات هيئة الترفيه من حفلاتٍ غنائية على صعيد الجنسين .. ثم عالم المال و الأعمال الذي وفر 400 ألف وظيفة لتخفيض نسبة البطالة الإجتماعية من 11,6 حتى 7%، مع الأخذ بعين الإعتبار أن نسبة البطالة على مستوى السيدات لا تتعدى ال 33% وهي النسبة الأقل عالمياً.
رأينا أسماء لمعت قبل الرؤية في مناصب إقتصادية مهمة؛
( السيدة لبنى العليان )، قطاع البنوك ( السيدة سارة السحيمي ) قطاع التعليم ( البرفيسورة غادة المطيري ) و عالمة الصواريخ السعودية الأولى الرائعة ( مشاعل الشميمري ).
بعد الرؤية تَجَلَّت أسماء أخرى أولها في القطاع الوزاري تم تعين ( الدكتورة تماضر الرماح ) في منصب نائبة لوزير العمل ثم تمكين المرأة من دخولها إنتخابات البلدية و حصولها على مقاعد داخل أروقة البلدية و رأينا أول رئيسة بلدية سعودية
( دليل الشمري ). و بذلك أصبحت المرأة تنافس الرجل على تقلد مناصب عدة اقتصرت على الرجال لفترةٍ طويلة. ولم تكتف بهذا الحد بل أثبتت جدارتها ببراعة على المستوى العالمي حيث تصدّرت أربعة سعوديات أقوى مناصب القطاع المالي بالعالم.
و هذا إن دل على شىء فإنه يدل على إصرار المملكة الذي أتى في سلسلة قرارات اتخذتها لتمنح المرأة السعودية المزيد من القوة في ظهورها أمام مجتمع ذكوري بات يعاني من قناعات قديمة راسخة في الأذهان لفترةٍ طويلة. كانت بدايتها دخول المرأة إلى مجلس الشورى بعد أن تمَّ تخصيص 20% من مقاعد المجلس للنساء ليشاركن في اتّخاذ القرارات المهمة لصالح المواطن و المجتمع.
ولا يسعني سوى أن أتسآئل !! أترانا على مقربة من تعيين وزيرة سعودية قريباً؟؟ أم أننا سنشهد عهداً ماسياً ينشأ فيه وزارة تختص بشؤون المرأة و متطلباتها.
و مع اقتراب اليوم الوطني يحق للسيدات السعوديات كافة أن يفخرن بتاريخهن الذي جمع بين الإسلام و قيمه و بين هويتهن العربية الأصيلة، يوم ذكرى يجمع في ذاكرتي بين ماضٍ أصيب بعاداتٍ لا تستند لأي نص شرعي و حاضرٍ مشرق صورته لم تكتمل بعد، إلا أني أراه في عقلي جلياً، يجعلني أتعجب !! إذا كان ماذكرته من انجازات هنا هي حصيلة سنة.. فكيف سيكون وضع المرأة في سنة 2030.
بقلم : غادة ناجي طنطاوي
This site is protected by wp-copyrightpro.com