في كل يوم أشاهد الأخبار لعلي أسمع خبراً سار!!
وا آسفاه.. لا يحدثني سوى هوانٌ ذبح العزة فينا..
مراسل الأخبار يسأل..
كم بيتٍ هُدِم؟؟ كم مدرسة قُصِفَت؟؟ كم من جريحٍ سقط؟؟
يا صديقي لم يسقط أحد!! بل صعدوا شهداء إلى السماء
بعد أن حرق العدو سنابل القمح
و قَطَّعُوا أغصان الزيتون والرمان..
تستمر نشرة الأخبار ونحن أمام التلفاز
مصابون بشللٍ رباعي من حربٍ تحصد براءة الأطفال
اليوم لم يمت أحد في سوريا..
بل ماتت الإنسانية و تخدرت الضمائر في العالم أجمع..
هل أصبحت دماء الأطفال مهدورة لهذه الدرجة
نسمعها أرقاماً تعودنا عليها تمر مرور الكرام!!
دموعنا تَهِّلُ بغزارةٍ وأتعجب!!
كيف للدموع أن تنهمر وقد مات بداخلنا الإنسان!!
ومع ذلك .. مازلنا نتابع أخبار الثورة..
وتتمنى كل القلوب الحية لو تقفز فتخترق شاشة التلفاز لتحتضن براعماً ذُبِحَتْ طفولتها فارتقت عصافيراً إلى الجنان في نفس النشرة و نفس الزمان تقريرٌ آخر..
تفوح منه رائحة الدم يعرض علينا صوراً لقبورٍ
في زواياها قناصٌ غادرٌ في الحنايا يدور !!
وجثثٌ هامدة ظاهرة في الشوارع تارةً
وتارةً أخرى مهملة في الجحور..
كيف لي اليوم يا شام أن أعتذر؟؟
عن ثلاثِ عُصَاَه أمرهم شورى بينهم..
ومالي يد فيما جرت به الأمور
وليس لي سوى قلم
رجوت الله مراراً أن لا يكون ضعيف الأثر
إن كتب سمعه بعض البشر
وإن إعتصم فعار علي السمع والبصر!!
في السماء تقرير آخر يكتب كل فجر قائمة الشهداء
رحى الحرب تدور تُسْقِطُ شهيداً يسعفه شهيد
ثم يكفنه شهيد ويصلي عليه جمع من الشهداء
يُغْفَرُ لهم بإذنه مع أول نفرة دم
و يرون منازلهم عند سدرة المنتهى في المقام الأمين
لقائهم عند ربهم أحياء يرزقون
يرتجف فكري وقلبي ينتحب
وينزف قلمي الحروف
لتصور بركاناً يغلي في صدر كل حرٍ وحره
كيف لي أن أسأل الله عن جيش الوليد والمعتصم؟؟
لآشوريا و بلاد الرافدين
وليس هناك بيننا عمراً أو عثمان!!
يقال بأن للجنة أبواب ثمان
منها باب للجهاد وباب إسمه الريان
وأنا أقول لولا الخوف من الله والرجا
هناك باب تاسع لشهداء الشام وأرض كنعان..
ينتهي الموجز وتنتهي معه الدموع ولحظات الأحزان
ويمضي الجميع كأن شيئا لم يكن..
و في كل مرة أقرر انا نفس القرار
بأني في المرة القادمة لن أجلس أمام التلفاز
لأنتظر نشرة الأخبار
بقلم: غادة ناجي طنطاوي
This site is protected by wp-copyrightpro.com