مزقت أوردتي فسال نجيعها يصطاد في الحلام أجنحة الرؤى أطلقت كل سلاسلي طيري..
خذي الحلم المؤثل في الردى
وخذي الغاني من أغاريد البنادق والسيوف شهد الحياة على شفاه النقع من ثغر الحتوف
ضمي إليك الشمس واحترقي شذى طوفي مع الملكوت نجما مسهدا حطي على كتف المجرة كالقدر
قمري هناك نسيته وتركته أحلى قمر مدي يديك إلى السماء وعانقيه لا تتركيه على المدار وقد تجمد في المدار شدي إليك ذراعه دورا معا نارا .. سعار مدي ذراعك واخطفيه كالطفل يقطف من حدائقه النجوم
ما زلت في الذكرى ألملم آهة الحلام من غدق الغيوم هزي إليك بجذعها تساقط الثمار غيثا من مطر تتباعد اليام لكن في الهواجس لم تزل نفحا عطر عودي بربك واسمعي لي لا تقولي العمر ولى .. لا تقولي لم يزل نبض الرجولة في عهودي لم يزل زندي يلوح بالبنود لم تزل فرس ي ترنم بالصهيل
لا .. لا تقولي العمر ولى
لا تقولي عودي فإني ما اعتبرتك قط خائنة
عهودي ما رميت هواك في بئر الجحود
لم أزل أحيا بقلب الفارس الشهم النبيل فلا تقولي العمر ولى
لا تقولي عودي لنا ورداً تدثر بالعبير ولتحضنيني .. ضمخيني بالشذى بالطيب والعبق النظير فلم يزل صوت المؤذن في ضميري «الله أكبر» في المدى
هي لم تزل تغني شعوري عودي لروحي وارفعيها راية تزهو على ساح الردى عودي لنابرقا يقهقه بالرعود ولم تزل في السمع أنغام الصدى تشدو بما فعلت جدودي
عودي لنا راياتنا في الفق تحلم أن تعودي شوقنا في الشمس يعزف من هواك رؤى نشيدي عودي لنا للعاديات الضابحات السابحات إلى الحدود الحاملات بنودنا وحنيننا وجنوننا وكؤوس أنخاب الشهيد والعازفات لحوننا بسنابك البأس الشديد
فلا تقولي: العمر ولى لا تقولي! لم يبق في روحي بقايا من قيودي فلم يزل همس السنابل في حقولي لم تزل في الصدر أحلام تؤجج في وريدي
عودي لنا نارا .. جهنم في فتيلي فرسي مسرجة وحلمي قد تعدي الشمس والفلك المحال
كي لا تقولي الحلم ولى أو تقولي الظل مال عودي لنا في العمر آمال طوال عودي لنا المجاد تحكي للوجود لا تقولي لم يعد في الرض متسع لحب لا تقولي لم يعد في الزرع ما يجدي لقلب عودي لنا.