مارست الكنيسة اعتقاد الكهنوت لعدة قرون ، وأن الخلاص لا يكون إلا عن طريق الأسرار المقدسة التي وضعها الرب في كنيسته ، و يحتفظ بتلك الأسرار رجال الكهنوت ، ومن يعارض هذا المعتقد يتم حرمانه من الكهنة ، وهو ما حصل لـ (مارتن لوثر) بعد أن انكر سلطة الكهنوت ، و قال بوحدانية الكاهن الذي في السماء والأرض وهو يسوع المسيح.
تلك الهرطقة الكهنوتية ، ظلت لعقود طويلة ، تحل ما حرم الله ، وتحرم ما أباح الله ، وبات غضب الله سوطا يجلدون به ظهور البسطاء ، و رحمته دثارًا يلبسونه العظماء ، حتى احتدم الصراع بين الكنيسة و مناهضي تلك التعاليم الفاسدة ، وظل الاحتكام للعلم و العقل هو تشريع تلك الشعوب ، وأن الخلاص الرباني هو شعور وجداني يمكن أن يحدث في لحظة بين العبد و ربه ، ولا حاجة لأسرار الكنيسة و هرطقة الكاهن.
بيد و أنه في شريعتنا الإسلامية السمحة ، أعاد أقوام هرطقة الكاهن تحت أسماء سموها هم وآبائهم ما أنزل الله بها من سلطان ، و رهبانية ابتدعوها ما كتبها الله عليهم ؛ فما كان لأوليائهم وعلمائهم و مشائخهم لا يصل إلى الله ، و ما كان لله يصل إلى شركائهم بزعمهم ألا ساء ما يحكمون.
إن من رحمة الله عزوجل بنا ، أن نلج إليه بكرة و عشية ، و في ساعة غدوة أو رواح . قال رجل لـ إبراهيم بن أدهم اوصني ! فقال له ” اتخذ الله صاحبا ، و ذر الناس جانبا”.. دمتم بخير .
أنور عبدالرحمن الأحمدي
This site is protected by wp-copyrightpro.com