هناك فئة في المجتمع نصَّبَت نفسها قضاة يحاكمون الناس بالتدخل في خصوصياتهم وتفسير نياتهم على حسب أهوائهم. لم يبقى لهم سوى أن يقولوا بأنهم يعلمون الغيب وما تخفي الصدور. هذه الفئة المدعية معرفة كل أمور الحياة باتت مستفزة بشكل يثير الاشمئزاز والنفور. ومن هذا المقال أوجه لهم تساؤلاتي، هل حقاً تعلمون الغيب؟ ومن أعطاكم الحق في محاسبة الناس على نياتهم؟ هل تعلمون ما تخفي الصدور؟
فأنا لا أعلم على أي أساس تحكم هذه الفئة على نوايانا وكأنها أشياء ظاهرة! وكأنه علم يختصون به وقدرة ميزهم الله بها! يتحدثون عن نية كل شخص يلتقون به ولا يرون أنفسهم!
فلو سألناهم عن نية أي شخص سيقولون إنه محب للرياء، منافق، ولا يأتي منه خير لوجه الله …. الخ. هؤلاء ليس لديهم هدف في الحياة سوى مراقبة الناس، ولا يحترمون ما يدعى بالخصوصية وخطوطها الحمراء.
يتدخلون فيما لا يعنيهم ويصدرون القرارات من تلقاء أنفسهم , أناس ظنوا أنفسهم ملائكة لا يخطئون فهم لا يرون أخطائهم وعيوبهم ، و لكن على العكس هم أناس مبتلون بمرض “التدخل في النيات ” لا يستوعبون أنه لا يحق لهم محاسبة الناس بالتدخل في نياتهم مهما كانت ، وأن هذا من علم الغيب الذي اختص الله به نفسه . وفيما رواه عُمَرَ بنِ الخطَّاب رَضِيَ الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّما الأعمالُ بالنيَّاتِ، وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نوى)) رواه البخاري.
وهذا دليل على أن الأمر بين العبد وربه ولا يحق لأي شخص كائناً من كان أن يتدخل ويلقي التٌهم جزافا، لذا إن كنت من هؤلاء الأشخاص فكن على ثقة تامة أن لا أحد يريد تضييع وقته والاستماع لأحاديثك المملة المليئة بالغيبة والنميمة واعلم أن من راقب الناس مات همَّاً.
وفي النهاية تحدثوا بخير وانثروا ما شئتم من الحروف والكلمات
إلا النوايا لا تمسوها، فالله أعلم بما تخفي الصدور.
نجود عبدالله النهدي
This site is protected by wp-copyrightpro.com