بإختصار ماهو داء السكري الأشهر انتشارا و متى يتدخل العلاج بالخلايا الجذعية؟
داء السكري النمط الأول، يحدث نتيجة تدمير جهاز المناعة لخلايا بيتا المنتجة للانسولين بالبنكرياس مما يؤدي الى احتياج دائم للتدخل الخارجي وتزويد الجسم بالعقاقير المنظمة لنسبة الجلوكوز لتفادي مايسببه هذا الداء من اضرارعلى الأوعية الدموية الدقيقة ونقص عوامل التغذية العصبية وتأثيرها على القلب والأوردة الدموية والكلية والعين والأعصاب وتقرحات القدم. اما مقاومة الأنسولين وانخفاض إنتاجه فهي من خصائص داء السكري النمط الثاني وهذا النوع لا يستجيب للتدخل الخارجي للعقاقير المنظمة لمعدل النسولين.
يتدخل العلاج بالخلايا الجذعية اذا لم يستجيب المريض بشكل كاف للعلاج بالأدوية أو للمرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا ويرغبون في تجربة العلاج بالخلايا الجذعية قبل البدء في العلاج بالعقاقير أو يرغبون في تقليل الأعراض المصاحبة لمرض السكري.
ما هو دور الخلايا الجذعية في علاج مرضى السكري؟
بدأت عمليات زراعة البنكرياس او خلايا جزر البنكرياس من عام 1966م ولكنها اخذت بالتضاؤل لعدم توفر المتبرعين والتأثيرات المصاحبة لرفض الجسم للأنسجة الجديدة، لذلك اتجهت انظار العلماء والأطباء الى استعمال الخلايا الجذعية كعلاج بديل. فقام العلماء بالبحث في امكانية تحويل الخلايا الجذعية بمختلف انواعها ومصادرها الى خلايا جزرالبنكرياس (نوع بيتا) او لتحفيز البنكرياس لتجديد خلاياه التالفة. فمنهم من استعمل الخلايا الجذعية الجنينية او الخلايا المبرمجة ومنهم من استعمل الخلايا الجذعية البالغة مثل الخلايا الجذعية لقناة البنكرياس، الخلايا الجذعية الوسيطة او منتجاتها و الخلايا الجذعية للكبد. كما قام العلماء في معهد هارفرد للخلايا الجذعية بهندسة نوع من خلايا المناعة لاستبدال خلايا المناعة الضارة التي ادت لتدمير خلايا البنكرياس. لم تقتصر محاولات العلماء على انتاج خلايا البنكرياس (نوع بيتا) فقط بل تعدت الى انتاج علاجات للمضاعفات التي تتبع الاصابة بمرض السكري. فمثلا اثبتت الأبحاث التي اجريت على حيوانات التجارب ان حقن داخل الجسم الزجاجي للعين المتضررة (بسبب تضرر الأوعية الدموية الدقيقة او تجويف العين الزجاجي) بالخلايا الجذعية الوسيطة أوالخلايا الجذعية الدموية ادى الى تحسن النشاط البصري. وفي تجارب اخرى فقد ادى حقن حيوانات التجارب وريديا بالخلايا الجذعية الوسيطة الى استعادة وظيفة الأعصاب الحركية والحسية التي اتلفت بسبب زيادة في مستوى ارتفاع نسبة السكر في الدم و مع مرور الوقت. أما في علاج الأمراض الكلوية المزمنة، فقد ادى حقن حيوانات التجارب بالخلايا الجذعية الوسيطة الى تحفيز اصلاح الضرر الكلوي. كذلك استخدم العلماء الخلايا المبرمجة والخلايا الجذعية الوسيطة او منتجاتها لإنتاج او تحفيز انتاج خلايا القلب و تجديد خلايا العظام والتآم الجروح. حديثا يسعى العلماء لايجاد طرق امنة وفعاله لاستخدام تقنية هندسة الجينات ما لإنتاج خلايا البنكرياس (نوع بيتا) او لعلاج مضاعفات مرض السكري.
هل تم تطبيق العلاج بالخلايا الجذعية على مرضى السكري وما مدى سلامته وفعاليته؟
خلال السنوات السابقة، انطلقت التجارب السريرية على مرضى السكري النوع 1و 2 للتاكد من فعالية وسلامة العلاج بالخلايا الجذعية. من هذه التجارب ما اثبت ان استخدام الخلايا الجذعية الوسيطة على المرضى الذين تم تشخيصهم حديثا ادى الى الحفاظ على وظائف خلايا جزر البنكرياس (نوع بيتا) وبدون ظهور اعراض جانبية للعلاج. وفي دراسة اخرى
اجريت على 42 مريض اعمارهم تتراوح بين 18 الى 40 عاما و معدل الاصابة يتراوح ما بين عامين الى 16 عاما اثبتت ان حقنهم بالخلايا الجذعية الوسيطة المستخرجة من الحبل السري أدى الى ارتفاع ملحوظ في معدل الإنسولين بعد سنة من العلاج ولذلك انخفضت متطلباتهم اليومية لعقاقير الإنسلين. وفي تجارب سريرية اخرى فقد ادى ان استخدام الخلايا الجذعية الوسيطة اما عن طريق الحقن او زرعها على نسيج مصنع او كرذاذ بشكل موضعي ادى الى تحفيز اعادة تكوين الأوعية وتعزيز التئآم تقرحات القدم ويعود ذلك الى ما تتميز به هذه الخلايا من افراز موار تعزز من سرعة تكوين الأوعية الدموية وتدعم تجديد الأعصاب. لمزيد من المعلومات حول التجارب السريرية الرجاء الإطلاع على صفحة التجارب السريرية (انظر المراجع)
د. أمل سرتي
عالمة الخلايا الجذعية – اول سعودية تحصل على شهادة الدكتوراه في الخلايا الجذعية
المراجع:
– https://doi.org/10.1186/s13287-020-01793-6
– https://hsci.harvard.edu/news/engineered-t-cells-can-prevent-autoimmune-reaction-leads-
type-1-diabetes
– https://doi.org/10.1155/2018/7806435
– https://doi.org/10.1016/j.ando.2018.06.1084
– https://doi.org/10.1186/s13287-018-0938-6

– https://clinicaltrials.gov/ct2/results?recrs=&cond=Diabetes&term=stem+cell&cntry= &state=&city=&dist=
This site is protected by wp-copyrightpro.com