همسات مصمم أزياء .. ماذا فعلت الألوان بمعلم الرياضة؟

02 سبتمبر 2021

37620

بقلم : ايمن الرابغي

في يوم جاءني معلم تربية رياضية يشتكي لي ويقول:

“أنا دائما في حصة الرياضة أشعر بأن الأطفال لا يتفاعلوا معي، لكنهم يتفاعلوا مع معلم رياضة آخر وأنا لا أعرف السبب، ويسألني لماذا لا يتفاعلوا معي؟
سألته مباشرة ما هو نمط والوان ملابسك في المدرسة؟
و عندما أراني ملابسه وهيئته، وكان لون الزي الرياضي الخاص به أسود وكحلي، فقلت له: لهذا السبب كان الطلاب الصغار ينفروا منك.
أنت بنفسك أعطيتهم ألوان جامدة وغامضة، بمعنى اختيارك للألوان كان غير موفّق.
فسألني ماذا يفعل؟
فأخبرته اختار الوان مبهجة تعطي بهجة ومرح كاللون الأصفر واللون البرتقالي الفاتح حتى تكون قريبة من الأطفال.
حيث تعتبر هذه الألوان ألوان السعادة وهي الألوان التي تستخدم في عالم الأطفال والملاهي.
و تستخدم أيضاً في الأفلام الكرتونية. فهي تجذب الأطفال.
وكانت النتيجة أنه وافقني الرأي.
نظرت إلى وجهه فكانت شعر ذقنه وشاربه كثيف جداً.
أبلغته بأنه ينبغي عليه أن يخفف من الشارِب لأن ذلك يعبر عن القساوة والهيبة أمام الأطفال.
هذه الهيئة والألوان تكون مؤثرة وتجعلك أقرب لهم و تكسر الحواجز بينك وبينهم.
لأنه هذه الأشياء تعطي قوّة وعنف عند الطفل فيبتعد أو ينفر، لا بد أن تقترب منهم أكثر.
بعد شهر زارني وقال: يا أخي شكرا لك.
سألته لماذا؟
قال: إن الأطفال انقلبوا 180 درجة.
وأصبحوا يلعبوا معي بشكل دائم.
ويقولون له:
يا أستاذ أنت إبقى معنا، ونحن نحبك.
يقول المعلم مستغرباً: “انا كما انا لم اتغير ..
فقط اللهم إني غيّرت الألوان والهيئة”.
تبسمت ابتسامة الفرح وأخبرته:
أنت لم تغيّر الألوان .. أنت غيّرت شكلك بالكامل
أنت أعطيت انطباع للأطفال إنك قريب منهم..
استخدامك في السابق لهيئتك والوانك رسالة واضحة منك وكأن لسان الحال يقول أبعدوا عني و لا تقربوني..
وأنا لست منكم..
وعندما قررت واخذك لقرار تغيير الألوان اتخذ من روحهم وعالمهم الطفولي ..
أنت أصبحت منهم ولهم ..
وبالتالي تكون كسبتهم من خلال اختيارك اللون المناسب في المكان المناسب..
وهذا كان سبب أساسي في تقبل الأطفال لك، في حين كنت تعاني من نفورهم وابتعادهم عنك الفترة الماضية..