وإذا اَلْمَوُؤُدَةُ سُئِلَتْ.. | غادة طنطاوي
28 فبراير 2018
0
103554

شرد بِذِهْنِهِ قليلاً فضحك، ثم شرد مرةً أخرى و بكى، وعندما سُئِلَ، مالذي تذكرته في المرتين ؟؟ قال؛
تذكرت .. عندما كنت طفلاً ألعب مع رفاقي، كنت أشَكِّلَ من اَلْعَجْوِ صنماً أعبده، و إذا شعرت بجوعٍ آكُلَتهْ فضحكت !!
ثم تذكرت .. في كبري أني رزقت بطفلة، فحَفَرْتُ حُفْرَةً لأدفن فيها إبنتي الرضيعة، بينما كانت هي تبكي و تنفض التراب عن لحيتي فبكيت!!
قيل أن هذا الصحابي الجليل هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولكنه قولٌ تناقلته الكتب وغير مؤكد.
الشاهد هنا.. منذ قديم الأزل، كانوا يَئِدُوُنَ البنات في الجاهليةِ قبل أن يكبروا، لقناعتهم بأن الإناث يجلبن العار، تماماً كما يفعل المجتمع بأحلامنا للأسف قبل أن تكبر و تتحقق !!
منذ نُعُوُمَةِ أظافرنا يحلم بعضنا بالشهرةِ والمال، وآخرون يحلمون بأسرةٍ تجتمع تحت سقفٍ دافيء، وهناك فئةٌ أخرى، أحلامها تسبق واقعها منذ طفولتها، فتحلم بأن تصبح عالمة، ناشطة سياسية، أو حتى سفيرة لدولة ما. تبدأ الأحلام داخلنا كالطفل حديث الولادة، نغذيه بطموحٍ يصل إلى عنان السماء، ونرويه بآمالٍ كالجبال شاهقة حتى يكبر ويتجسد حقيقةً تأخذ حيزها على أرض الواقع في حياة كل منا. ولكن مع الأسف!! تكبر أحلامنا فينا حبيسة فتختنق، و تبدأ رحلة شاقة في البحث عن أقرب فرصة تتبلور فيها لتأخذ مكانها في عالمنا الحقيقي، ولكنها سرعان ما تصتدم بجدار مجتمعٍ قاسٍ لا يرحم، فيه تقاليد وعادات ترجح كفتها عن كفة العقل والحقيقة، مجتمع يتجاهل المبدعين، لا ينصف المتميزين وينشغل بالتوافه من الأمور، فقط عندما تكون أنثى !! في أروقة محكمة العدل الكثير من قضايا العقوق، وقضايا الحجر على ثروة أحدهم بحجة الجنون، والغريب في الأمر أن جميعها من الذكور، لم نسمع أبداً عن فتاة ألقت بوالديها في دار العجزة أو وضعتهم في قبو المنزل حتى لا يصبحوا عبئاً يثقل كاهلها، ومع ذلك يحاربون أحلام الأنثى في كل وقت وحين..
الحلم يا سادة في قاموس اللغة؛ هو كل ما يراه النائم في منامه، ويصعب عليه تحقيقه في اليقظه .. وبإختلاف تأويلها، فإن الأحلام لا تموت أبداً، بل تجد مكانها في قلوبٍ أخرى تَحْيَاَ فيها. تماماً، كالفرق بين مجتمعنا والمجتمع الغربي، لدى الغرب تؤتي الأحلام ثمارها على قدر بساطتها مولودة!! ومع بالغ الأسف، مجتمعنا يُوَاَرِي أحلامنا الثرى قبل أن تُيَّنِعْ قِطَاَفُهَا !! لأنها تُوُلَدْ مَوُّؤُدَة.. حتى أتانا برؤية ٢٠٣٠ ومهد لنا الطريق، أختار أن يتبنى أحلامنا، ويصدق طموحنا ويفتح مئات الأبواب للمثابرين فينا، معه سينتهي عصر الجاهلية، وسنبدأ عصراً جديداً تتقلد فيها المرأة مناصب رفيعة ذات شأنٍ هام قد يؤثر يوماً في الرأي العام، عصر عنوانه نهضة العزم في ظل قيادة سلمان الحزم، عصر أمنٍ و أمان في ظلك يا إبن سلمان.

بقلم : غادة طنطاوي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com