يقول الله تعالى في كتابه العزيز “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين” البقرة 155
الصبر أعظم وأصعب امتحان لنا من الله عز وجل في هذه الدنيا
ويختلف الامتحان على حسب مقدرة الشخص فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها
وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل
وجعل الله أجر الصبر من أعظم الأجور حيث قال” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” الزمر 10
يمر الإنسان بحسب نموذج كيوبلر روس Kubler-Ross model الذي يصف خمس مراحل للتعامل مع الحزن عند وقوع المصيبة أولها الإنكار فيصعب عليه تصديق ما يحدث ولا يكاد يستوعب ما حل به..
ثم تأتي مرحلة الغضب ويبدأ التساؤل لماذا أنا؟
ليدخل المرء بعدها في حالة المساومة وعمل كل شيء صالح حتى يحصل على فرصة أخرى..
إلى أن تأتي مرحلة الاكتئاب وهي أن يفقد المرء المتعة في الحياة ويصيبه اليأس..
والمحظوظ هو من يصل إلى المرحلة الاخيرة وهي التقبل بأن ما كان سيكون وأن ما عليه سوى التسليم والرضا..
ولذلك عندما قال الله تعالى “وبشر الصابرين” جاءت بعدها الآية “الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون” البقرة 156
وهي قمة التقبل والتسليم بأننا ملك لله وأقدارنا بيده سبحانه وبأن مرجعنا اليه..
والتسليم هنا لا يعني الضعف أو الاستسلام بل هو القوة والقدرة على تقبل الابتلاء والتكيف والتعايش معه ولذلك اختصهم الله عز وجل بجوائز ووصفهم بالهداية “أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون” البقرة 157
اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به واجعلنا من الصابرين ..
د. ندا الزايدي
استشارية الطب النفسي
This site is protected by wp-copyrightpro.com