أحقا دنت لحظات السفر
افارق عشي ولا أنتظر
وينزعنى قدر قاهرٌ
فأمضي ودمع الجوى منحدر
أودع عشا حبيبا كريما
لقيت به العطف شتى الصور
ويا طالما ضمني صدره
إذا الدهر عن نابه قد كشر
وكم رد عني هجير الزمان
ولم يتماثل لعصف القدر
وشاركني الأنس جم السرور
وشاطرني اليأس دون الضجر
فكان الأنيس وكنت الجليس
وكان الصدى حين َ كنتُ الوتر
فيا عش مني عليك السلام
وعطرُ التحايا كنفح الزهر
ويا عش لن أتناسى العهود
فذكرك فى ألقلبِ أغلى الذكر
فإني أمرؤ كل قلبي وفاء
ولو للجماد ولو للحجر
سلام علىٰ العش بين الغصون
تقي طيره قطرات المطر
سلام علىٰ البحر عشا رحيبا
تربت به غاليات الدرر
سلام علىٰ رحبات السماءِ
تضم بها شمسها والقمر
وداعاً أيا عش إني سأمضي
وقلبى بأشجانه يعتصر
ولكنني لستُ أدري الرحيل
إلى أى أرض يكون المقر
أنا زورق فوقَ لج الحياة
يسيره قادر مقتدر
أنا مدلج غير أن الإله
ينور لى كل درب ستر
فيا رب أنت الرفيق الكريم
وتقواك ياربُّ زاد السفر
فإن كنت لى لستُ أخشى الظلام
وإن كنت لى لستُ أخشى الخطر
على أى درب إلى أى أرض
فسيان سهلي والمنحدر
بقلم : د. خالد سالم
This site is protected by wp-copyrightpro.com