عاماً بدأ يُلملم حناياه للرحيل محملاً بأوراق حبر بين ثناياه وسطورهٰـ نعيش فصولاً بأكملها ويعترينا خريف يسقط الكثير .. لكل منا حكاية مخباة بين حروفه رواية.. كأوراق الفصول لم يعد فصل الربيع رونقه كما كان .. بدأ متصالحاً مع فصول أخرى أقرب للخريف تختلف معنى الأيام في كل عام كم من قلب يمتلك ممحاة سحرية لذاكرة يستقبل بها عامه الجديد كطفل كلما مر بفرحه نسى ما أبكاه ” ميلاد جديد “
وماذا بعد ؛ استوقفت الذاكرة على مواقف مخباءة وَ عَلى سلالم المِيلاد يَختبئ الرقم الصغير ( أنت ِ) لِأحتَضنه ويكبر عام فكلّ خطوة وأنت بِخير ” ميلاد جديد ”
كان من السهل على أحدهم أن يستفزّه أو يحرق أعصابه وقد يحدث أن يغتاظ أو ينهار لأتفه الأسباب لأنه سريع الإشتعال والإنفعال بل سهل الإختراق بسبب قلة وعيه بعد أمدٍ تنبّه أن من سمح بذلك الإحتراق هو شخصيّا استوعب بأنه المسؤول عن هدر طاقته واستنزاف مشاعره “ميلاد جديد ”
إن كنت منزعجًا من شيء بكَ يُشعِرك بالنقص أو العجز واجه ذلك الشعور لكيلا يؤرقك بعد أن يتضخم أسرق بعض الوقت من جدولك المزدحم أجلس منعزلًا ثم تتحقق إن كان شعورك يستحق التفكير وإتخاذ خطوات حازمة للإرتقاء بذاتك أم أنه مجرد شعور عابر بسبب مقارنات غير عادلة مع من حولك فتريح بالك ” ميلاد جديد ”
عندما تصفعكَ الحياة أو تركلك فإنها تطلبُ منك الإستيقاظ من غفوتك والإفَاقة من غفلتك والانتباه لمحلّك ومراجعة أحوالك أو ربما لتفتح عينيكَ فتنتقي قائمة الأصدقاء قد تأتي الضربة قاسية ومؤلمة لكّنها تستحق كل ذلك الألم لتُصبح بعدها إنسانًا مختلفًا عمّا كنت عليه ” ميلاد جديد ”
عندما توقن في داخلك أنك تقاتل من أجل حلم جيّش جيوشك كلها ثم قاتل بشراسة فالوصول إلى الأحلام ليس بالمنام ،، يا صاح أنت لم تعقد الغزوات من أجل قطعة حلوى ستشتريها من بقالة حارتكم إنما حلم راودك مئات السنوات الضوئية في مخيلتك التي تتجاوز مساحتها درب التبانة مت من أجل حلمك بالتأكيد ستحيا “ميلادً جديدً ”
الشعور المتكرر بالضيق بلا سبب واضح لا يحلّ بالخروج للتسلية أو النوم أو تناول المزيد من الطعام لأنها حلولًا مؤقتة فإن لم يكن الأمر متعلقٌ بالخواء الروحي إنما هو متصلٌ بضياع البوصلة داخليًّا حاجة ملحة وجادة لتمضية بعض الوقت مع ذاتك والإستماع إلى حديث روحك ومراجعة ما لك وعليك
” ميلاد جديد ”
نويتُ منذ ليلة البارحة أن يبدأ عامي الجديد بطريقة مميزة فأَطفأتُ كل الشّموع التي تُمثل السلبية في حياتي كل موقفٍ حزين وكل الناس المزعجين وكل الذكريات المحبطة فبقي معي الحُب والسلام والأمان والنجاح والتفاؤل والسعادة وأيضًا أولئك الذين وجودهم بمثابة أنشودة فرح لأني أستحق ” ميلادً جديدً ”
رسالة ؛ يأيها العام الذي ننتظر أن نضئ شموعه كُن بنا كما نحن نُريد أمنحنا فصول روايات لا تنتهي بخيبات أو انكسارات أمنحنا الفرصة نحيا حياة بلوحة جميلة أن لم نتمكن من الاحتفاظ بها لا ننسى جمال ألوانها .
سميرة الذبياني
This site is protected by wp-copyrightpro.com