أنا ضد فكرة أن قراءة الكُتب بشكل مطلق مقتصرة فقط على أن نستنبط منها فوائد وعِبر ! القراءة أحيانًا لتغذية الشعور وتنمية الخيال، القراءة بحر عميق يُمكن للمرء أن ينهل منه الوعي الذي يطور من سلوكياته وفكره نحو الجوانب الإيجابية المثمرة، ويغوص في مداه الزاخر بالأحاسيس التي تحاكي إنسانيته وأصغر تفاصيل حياته التي من الممكن أنه قد فشل في التعبير عنها وعثر عليها داخل كتاب، القراءة كما أراها سفر نحو الذات نحو إثراء الفكر سفر نحو عالم واسع وشاسع من المعرفة بمختلف التوجهات الثقافية فهناك الكتب العلمية والكتب الأدبية الكتب الدينية والكتب التاريخية والروايات وغيرها الكثير ويبقى القرار للقارئ من حيث السفر لأي وجهة يريدها ويبتغي الإرتحال إليها، كونك كقارئ لا يجذبك نوع معين من الكتب فهذا لا يعني أن تهمش قيمته وتنفي وجوده وتصادر حرية الآخرين في قراءته! التقييم المُنصف للكتب يكون من حيث جودة المحتوى وأسلوب الكاتب فقط ما إن كان جيد أم رديء وليس من خلال تصنيف توجهات الكتاب إن كانت مفيدة بالنسبة لك أم لا فما تراه أنت بلا جدوى يُشكل تأثير واضح وهام لقارئ آخر، مشكلتنا الأزلية هي تقبل الاختلاف اختلاف الميول اختلاف الآراء .. لا أنكر بأن هناك كُتب قيّمة بامكان المرء أن يكتسب منها الحكمة والإدراك وقد كان لها تأثير على العديد من القراء وعليّ أنا كذلك ولكن أنا ضد أن نحصر القراءة في إطار ضيق ومحدود، ضد أن نحقر من شأن أي كتاب لمجرد أنه لا يتوافق مع ميولنا الخاص، ميولك هو عبارة عن استقلالية خاصة بك وحدك لا يحق لأحد فرض السيطرة عليها ووضع القيود لها فأنت ككقارئ تملك حرية اختيار الكتب التي تتناسب مع شخصك وثقافتك وإن كانت هامشية بالنسبة لغيرك.
بقلم : نجلاء حسن
This site is protected by wp-copyrightpro.com