ظلم الموظفين داخل منظومة العمل | طارق مبروك السعيد
03 مارس 2017
0
204534
جرت العادة في منظومة العمل بأن الرئيس المباشر هو الشخص المسؤول عن إدارة دفة العمل ويُعطي الصلاحيات والتفويضات في ظل إنشغال كبار الرؤساء بمهام أخرى .

 

وكما نعلم بأن الرئيس المباشر هو شخص مُنَزَّه ومصدق في نفس الوقت في نظر أصحاب القرار النهائي وأعني المدراء .

 

وبعض الرؤساء المباشرين وضعوا أمام نصب عينهم مخافة الله في المقام الأول ، وأن يؤدوا عملهم على أكمل وجه ، وعدم التفرقة بين جميع الموظفين .
 
 ومن مهام عملهم تلمس إحتياجات الموظفين مثل تطويرهم بالالتحاق بالدورات او الانتدابات لإكتساب الخبرات .
 
 ويكون دورهم كبيرا في إعطاء كل ذي حق حقه بعيدا عن المحسوبيات والمجاملات على تفضيل بعض الموظفين من زيادات سنوية  أو ترقيات في العمل .

 

وللأسف نجد أن هذه النوعية من الرؤساء المباشرين الذين وضعوا مخافة الله في المقام الأول يكادوا ينعدون على الأصابع !! 

 

وفي الجانب الآخر وهو صلب موضوعي،  إبتليت الشركات والدوائر الحكومية  برؤساء مباشرين إنعدمت فيهم الأمانة مصداقية العمل ومخافة الله !؟
 
لأن نظرتهم بأن كرسي الرئاسة سوف يدوم لهم سنين طويلة .. ولأسف أعطيت لهم  أمانة الرئاسة وثقة كبار المدراء ، مما جعلهم يستخدموا نفوذهم ويعملون ما بدالهم من ظلم وأذية المرؤوسين، في ظل إنشغال كبار الرؤساء !!

 

فالرئيس المباشر لو وقف ضدك فمن سابع المستحيلات أن تحصل على أبسط حقوقك العملية كدورات تطويرية سواء  أو ترقية في العمل أو الأخذ بأراءك واقتراحاتك العملية إلا إذا تدخل كبار المدراء ..

 

بينما تجد وبالمفتشر بعض الزملاء القريبين من قلب هذا الرئيس الظالم طريقهم مفروش بأكاليل من الورود الجميلة ، ويحصلون على جميع الأشياء التي يحتاجها الموظف كالدورات التطويرية والزيادات المفرحة والعالية النسب في نهاية السنة !!

 

ويستغل الرئيس المباشر ثقة المدراء به ويتلذذ في أذية الموظفين غير آبه بغضب الله ، وتجد هذا الرئيس يتابعك من منظار خاص ويتصيد أي أخطاء بسيطة تعملها ولو بحسن نية .
 
ومهما عملت من مجهودات تطويرية في العمل تجده يختار لغة الطناش ويهمش مواضيعك !!
وأي عمل تقوم به مثل اهتمامك بجانب السلامة ، وهي تعد مهمة لحماية الموظفين بعد الله من الوقوع في المخاطر ، وغير ذلك من الأشياء التي تكون ريعها لصالح العمل . 
 
وللأسف كل الذي تعمله يذهب سدى ويكون أمر طبيعيا في نظر هذا الرئيس الباغي، واذا قدمت اقتراحات او ملاحظات لا يعطيك اي اهتمام ! 

 

بينما تجد القريبين منه طلباتهم أوامر ، وإذا عملوا جهدا بسيطا في العمل يعمل لهم هليلة خاصة ويطالب بشهادات تقديرية ، بل يخبر المدارء بأنهم عملوا شيئ خرافي ولا يمكن لأي موظف أن يضاهي عملهم .

 

لو ذهبت إليه وطالبته بأبسط حقوقك العملية وأنك ظلمت في التقييم ، لا يأبه لما تقول لأنه مصدر هو مصدر التقييم ، وقد يقول أن عليه ضغوطات من الادارة العليا، وبه يكون الموظف المغلوب على أمره كبش فداء وضحية لهذا الرئيس المستبد !!
 
وإذا تحدث إليك يستقبلك بنظرات فوقية وحادة وبوجه غير سمح،  وكأنك تريد شيئا من جيبه الخاص ، بل ينظر للساعة المعلقة على الحائط بإستمرار !!

 

ويخشى على من يعتد برأيه ولا يلتفت إلى آراء المرؤوسين أن يكون على خطأ مستمرا. 
 
وإذا وقع عليك ظلم من هذا الرئيس الظالم،  فلك أن تطالب بحقك من كبار المدراء ، واذا لم تنصف ، فهناك جهات رسمية خاصة بردع كل ظالم .
ولاسيما ونحن في باد العدل في ظل رعاية حكومتنا الرشيدة والذين لا يرضون بالظلم .
أخي المظلوم اصبر واتحتسب الأجر عند الله، 
وغير ذلك مما قدره الله لك يجب ان تتحمل وأن تشهد بقلبك ما أعده الله للصابرين، وللكاظمين الغيظ ، فباب الدعاء مفتوحا للعباد ،
وأن ترى أن من نعم الله عليك أن جعلك مظلوماً صابرا تنتظر ما ينتظره الصابرون.
 
قال تعالى : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) [الزمر: 10] ، ولم يجعلك ظالما تنتظر ما ينتظره الظالمون،
وقال تعالى : (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [الشعراء: 227].

 

وفي هذه الحالة وأفضل شيئ تعمله أخي الموظف المظلوم ، هو أن تلتزم بالهدوء، واستمر في عطاءك وتقدمك، ودع دقة الاداء والانتاجية الرائعة التي تجيدها تجيبهم  فهي أبلغ رد على من ظلمك .
 
ويمكن أن تتواصل مع المدراء الكبار ومن لهم سلطة أعلى في إتخاذ القرار النهائي في العمل لكي ينصفوك . 
 وقد تتعشم بأن ينصفوك بعد الجلوس معهم وتقديم ما يثبت بأنك قد ظلمت !! 
 
ولكن اذا رأيك سلطة ونفوذ رئيسك المباشر أقوى عندهم ، ورأيتهم يعدون الأبرة المخدرة والكلام الطيب بأن تنسى مظلمتك، ومهما حاولت تقنعم بأنك صاحب حق مكتسب وقد وصلت إليهم بعد أن بلغ السيل الزبى !

 

وإذا لم تأخذ حقك المكتسب نظير عملك وجهدك السابق، فنقول لهذا الرئيس المستبد برأيه والظالم :حسبي الله ونعم الوكيل فهي أبلغ رد عليه  .

 

أعلم يا من دعته قدرته على ظلم الناس .. بأن قدرة الله أقوى من أي جبروت كان ، وإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .

 

طارق مبروك السعيد – الخبر 

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com