ش ا س – د. وفاء ابوهادي
تصوير – سلطان سعيد
عندما تتحدث عن الجمال والزخم الوفير من الإبداع والتميز فإن دولة السلام وعلامة العراقة في التاريخ بلد الأرز والريحان ستتلألأ في سماء الشموخ لبنان .
من أنجبت من غياهيب الظروف التي مرت بها وتحدتها الفنانين وأشهر الرسامين و النحاتيين و أبلغ الأدباء والمبدعين ، ولَم يقتصر إبداعها في جنبات ارضها او مرافق ريفها الساحر بل خرج للعالم كله ؛ لتعلن أن الشعب اللبناني متواجد بابتكاراته ولمساته في كل بقعة من هذا العالم .
وفِي ليلة اجتمع فيها ٦٣ مشارك من الجالية اللبنانية بإبداعات تقف كلمات الوصف والإعجاب عن إيفائها حقها ، وللسنة الثالثة تسهم قنصلية لبنان بجدة في إنجاز هذه الخطوة المباركة في تعريف المجتمع السعودي بمنتجات وإبداعات لبنان والتي هي مهوى ومطلب الشعب الشقيق والعضيد للبنان ، والذي احتضن الجالية اللبنانية بكل إبداعاتها ، وتوافد على القنصلية ليشهد هذه الملحمة الجمالية من الابتكارات والإبداعات بأيدي لبنانية ، والشكر في هذه الخطوة الإبداعية تعود لممثل القنصلية العامة اللبنانية سعادة القنصل العام زياد عطالله وممثلي القنصلية وحرمه المصون الذين لا يكلون عن وضع بصمة الشعب اللبناني بحضارته و إبداعاته في كل مناسبة ، ويساهمون بالتعريف عن لبنان وتوطيد العلاقات مابين الشعبين زيادةً على ماهي عليه من علاقات قوية أثمرت نتائجها في تقارب الثقافات وتبادل الخبرات بما يمتلكه البلدين من خيرات وإبداعات وما نشاهده الليلة من فعاليات معرض (الأيادي اللبنانية) لشاهد على هذا التقارب والنجاح للشعب اللبناني أينما كان .
وقد كان لفريق صحيفة شبكة الاعلام السعودي جولة في معرض “الأيادي اللبنانية” والتقينا بقائد هذا النجاح سعادة قنصل عام لبنان بجدة السيد زياد عطالله الذي توجه بالشكر لجميع الحضور و لكآفة وسائل الإعلام التي غطت فعاليات المعرض ، بالإضافة إلى شكر خاص لعمادة السلك الدبلوماسي المعتمد بجدة الذين حضروا الافتتاح وشاركوا الجالية اللبنانية ، الأمر الذي يوثق مدى اللحمة العربية وعلى رأسهم سعادة السفير جمال بكر بالخيور مدير عام فرع وزارة الخارجيه بمنطقة مكة المكرمة .
واشاد سعادة القنصل العام زياد عطالله بمواقف الحكومة السعودية في دعمها وتسهيلها لكآفة أمور الجالية اللبنانية وأضاف مؤكداً فيما يخص الفعالية أنهم خطوا هذه الخطى تحت شعار الولاء للبنان و الوفاء للمملكة .
وقال : تجتمع الجالية اللبنانية للسنه الثلاثة على التوالي بمعرض “الأيادي اللبنانية” ويتميّز الحفل هذا العام بكونه أكثر تنظيماً وازدياداً في عدد العارضين ، ففي النسخة الاولى بلغ عدد العارضين ٤٣ عارض و العام المنصرم ٥٧ عارض والعام الحالي بلغ عددهم ٦٣ عارض من مختلف المجالات .
و عبر القنصل العام عن مدى سعادته بتواجد أعداد كبيرة من أبناء الجالية اللبنانية وكذلك الأصدقاء و الإخوة السعوديين والقناصل العامون مشيراً إلى أن المعرض افتتح برعاية سعادة السفير جمال بكر بالخيور مدير عام فرع وزارة الخارجيه بمنطقة مكة المكرمة .
وفيما يخص إنشاء سوق متكامل للمنتجات اللبنانية قال : تم القيام بمعرض “صنع في لبنان” سابقاً وقد ضم منتجات لبنانية و بالتنسيق مابين غرفة جدة و غرفه لبنان تم شحن البضائع و المنتجات ، ولكن الأمر اليوم مختلف فالمعرض المقام مخصص للأيادي اللبنانية بجدة وجميع المعروضات هي منتجات مشغولة يدوياً .
و في ختام كلمته توجه بالشكر للجميع و أكد على مدى أهمية العلاقات التي تعزز العلاقة بين البلدين على المستوى السياسي و الاقتصادي و الاستثماري و العلاقات مابين الشعبين .
وكان لسيدة لبنان في جدة وجود مميز لتمثيل المرأة اللبنانية مضموناً وعراقة وبصمة واضحة إنها حرم قنصل عام لبنان بجدة السيدة زينة التي ارتدت زي من بعلبك مزينة التاريخ والآثار لتؤكد أن المرأة اللبنانية صنعت التاريخ بجنب شقيقها الرجل و أثبتت قوتها وصمودها وكانت خير من مثلت بلد السلام و الإبداع في كل مكان تواجدت فيه المرأة اللبنانية لتكون خير مثال للمرأة العربية .
و عبرت عن مدى فخرها بمعرض “الأيادي اللبنانية” الذي يقام للسنة الثالثة و شهد نجاح كبير ضم الجالية اللبنانية و العربية و هو مصدر للفخر كذلك بوجود كآفة أبناء الجالية من سيدات و شباب هواة شاركوا بأعمال أيديهم بمنتجات مميزة ، كما كان هناك حضور للجالية من المدينة المنورة للمشاركة في الفعالية .
و أكدت أن أكثر مايميز المعرض هو إقامته داخل أرض المملكة أرض الخير و البركة والحب للبنان .
وعن الفترة المقامة قالت خصص لها يوم واحد من أجل التشويق لزيارة لبنان الجميلة والتعرف على حضارتها و تاريخها العريق .
وختاماً تقدمت بالشكر للسيدات المشاركات و أشادت بالمرأة اللبنانية التي لابد أن تكون شامخة ببصمتها و مؤمنة بعطائها لتتميز في إنتاجها ، مؤكدة أن المرأة العربية تتميز بأمور كثيرة ومهام في مختلف التخصصات بالإضافة إلى بيتها وعائلتها .
الجدير بالذكر أن عدد العارضين لهذا العام ازداد بشكل ملفت عن السنوات السابقة للمعرض .
ومن المشاركين تحدثت السيدة سوزان المصري و التي شاركت للمرة الأولى مع فعاليات القنصلية اللبنانية بجدة بمجموعة رائعة وميزة من أزياء الأطفال وكل ما يتعلق بهم من اكسسوار ومكملات اللباس .
ونوهت إلى اعتمادها ألوان مخصصة لكل موسم تماشياً مع الموضة والفصول المناخية ، وأشادت بالمعرض الذي أتاح للحضور التعرف على منتجات لبنان المميزة .
ومن جانب تميز بروعة منتجاته شاركت السيدة عبود بشراشف الصلاة و طرح الكروشية المصنوعة يدوياً ولها بهذا العمل سنوات واستطاعت أن تصنع لنفسها ماركة خاصة تضع بها بصمتها و لمستها الأنيقة .
وعبرت عن سعادتها بالإقبال الكبير مؤكدة أن يوم واحد غير كافي للعرض ، وتتمنى في السنوات المقبلة ان يمتد المعرض ليصبح ٣ أيام ، و ختاماً رفعت شكرها للقنصل العام زياد عطالله وحرمه على هذه الفعالية و هو شكر موصول لكآفة الجالية اللبنانية .
وبقطع الاكسسوار المصنوعة يدوياً شاركت ميسا ياسين بمنتجات لبنانية عكست مدى الاناقة و الذوق الذي تتمتع به المرأة اللبنانية فقد احتوت مشاركتها على طابع عصري جعل عليها إقبال كبير ، وبهذه الفعالية الرائعة عبرت عن سعادتها وتمنت امتدادها لعدة أيام .
ولم يخلو المعرض من اللمسة الإنسانية الخيرية و وجود بصمة لأهم فئات المجتمع فقد كانت مشاركة ريما حطب العمري بأعمال يدوية عبارة عن سلال جذابة صنعت من قبل أيتام لبنان المكفوفين وحرصت على أن تتواجد بالمعرض وتحظى باهتمام الزوار الذين عكسوا إعجابهم بهذه القطع المميزة وبصانعيها .
و التقينا بـ روز كولوكشن المشاركة بعباءات جميلة عكست خلالها جمال الاقمشة اللبنانية و التفاصيل المميزة بالقطع ، و أكدت أن هناك توجه كبير للعباءة المطرزة والملوّنة .
وعن وجود لبس للعباءه بلبنان أشارت أنه لا وجود لذلك وإنما يفضلون ارتدائها في موسم رمضان خلال زيارات الفطور او السحور وصلاة التراويح ، و اوضحت أنهم يعملوا على إيصال منتجاتهم من العباءات لدبي وأمريكا التي اصبح لبعض عوائلها اهتمام بلبس العباءة الملونة .
وتحدث المهندس سامر ياسين عن مشاركة “chic” وهي الشركة المختصة بالتصميم الداخلي و المقاولات بالإضافة إلى تميزها في تصنيع المفروشات وتصميمها و أشار أنها تعد المشاركة الأولى للشركة مع فعاليات معرض “الأيادي اللبنانية” .
و أكد أن المعرض أكثر من رائع وتواجد الجالية اللبنانية بشكل كبير فيه أمر يزيد من البهجة ويتيح للجميع فرصة الإلتقاء والتعرف ببعضهم ، كما نوه عن مدى سعادته بتواجد حضور مميز وكثيف من الجاليات العربية و الإخوة السعوديين .
ورفع الشكر لكافة القنصلية ، وأكد أن قيام المعرض في هذا وقت أمر مهم في ظل الأزمات الاقتصادية التي تحل بالمنطقة العربية .
وكانت من أكثر المشاركات تميزاً بمعرض “الأيادي اللبنانية” هي مشاركة المصممة المبدعة غفران ياغي المختصة بتصميم الأزياء الفلوكلورية التراثية .
وخلال حديثها أشارت إلى أن المدن اللبنانية تمتاز بطبيعة مختلفة فمناطق الجبال لها لباس الفلوكلوري تراثي وتحوي قطهع الزي على التندور و الشروال و الطربوش ، كما يشتهر أهالي مدينة بعلبك بزي العباءة و الشماغ و ترتدي المرأة الطرح المشغولة بطرق النحاس والمشهورة منذ أكثر من ١٥٠ عام وقد ورثت عن العثمانيين .
و نوهت الى انها تحرص في تصاميمها على استعمال قماش الهلد الانجليزي وتخيطه بخيوط الحرير الفرنسي وتستخدمها في الرسم على القطع بأسلوب مميز ومبتكر . و أضافت انها تهتم بانتاج قطع مختلف تتناسب مع كآفة الفصول و المواسم ، بالإضافة إلى تصميمها عباءات تراثية مخصصة للشباب بلمسات حضارية .
الجدير بالذكر أن زي السيدة زينة حرم قنصل عام لبنان بجدة كان من تصميمها وهو يعكس فلكلور مدينة بعلبك وتراثها .
وتحدثت أخصائية التغذية غنى العبدالله عن مشاركتها الأولى مع المعرض وقالت : حرصنا خلال المعرض على اختبار مدى الثقافة الغذائية التي يمتلكلها كل شخص من الزوار و ذلك من خلال وضع مجموعة من الأسئلة التي تخص الجانب الصحي و وجدنا ان هناك شريحة كبيرة تمتلك الثقافة الغذائية و تتبع الطرق السليمة في الغذاء كما اننا وجدنا فئة أخرى تجهل تماماً مدى أهمية الثقافة الغذائية و التي تعمل على تغيير جذري لنمط الحياة الغذائية التي يعيشوها .
و أشارت انهم قدموا خلال مشاركتهم مجموعة من الحلويات التي أعدت دون وجود دهون أو سكريات بها وذلك تأكيداً للجميع ان الحياة الغذائية الصحية لا تعني الحرمان و إنما اتباع نمط جديد يضمن الغذاء السليم و بالتالي جسم صحي خالي من الامراض و كثير من المشاكل التي تصيب الانسان نتيجة تغذية سيئة .
وكان للجلديات وجمال المنتجات الطبية طابع آخر فقد تحدث سامر فاروق عن مشاركتهم بأحذية مميزة ومصصمة خصيصاً لشركة جي اس و التي تستخدم بها خامات إيطالية طبية من جلود طبيعية وبصناعة من أيدي لبنانية ، وتتراوح أسعارها ما بين الـ ٤٠٠ إلى الـ ٧٠٠ ريال ، وتمتاز كذلك بكونها تلائم مرضى السكري .
وتواجدت في المعرض ليندا السهلي لتعرض أعمال خشبية لبنانية من صنع خالها وجميعها اعمال يدوية و تتميز القطع بتفاصيل دقية رائعة ، وهناك قطع فنية مميزة نفذت باستخدام أعواد الكبريت و أخرى صممت بالخشب .
وبصنع يديها شاركت السيدة نادية جميل عطا بشجيرات مميزة اختارت القطع المختلفة لإنتاجها بذوقها الخاص و هي مخصصة للتزيين و كذلك إماكانية تقديمها كهدية ، وعبرت عن مدى سعادتها بالمشاركة في المعرض الذي حظي بحضور كبير .
وتحدثت هديل عمر المتواجدة مع الفنان التشكيلي مو محمد موسى الذي شارك بالمعرض برسم مميز عكس ذوقه كفنان و بأسلوب فريد ، واوضحت مدى براعته في استخدام فنه على الجدران و اللوح و المقتنيات الاخرى التي يطوعها ليجعل منها قطعة فنية تظهر بصمته ، كما انه يعمل على أعاده تدوير المستلزمات المستهلكة للخروج بقطع رائعة بعد أعاده تجميعها .
وتظلي يا لبنان قبله للجمال
وطهرك إبداعات شعب متواصلة
تلوح منك أفق السلام
وشعبك رسالة الأمان
وتشدو الحمام بأغنية السلام
ولبنان تظل قبلة الجمال
This site is protected by wp-copyrightpro.com